وكان يجلس حولنا كثيرون من العشاق فسألتها: هل نحن سعداء؟
فحدجتني باستغراب وقالت: يا له من سؤال يا منصور! - أعني ربما ساءك أنني جعلت منك حديث المجالس. - لا يهمني ذلك، أما فوزي ...
أرادت بلا شك أن تردد ما قلته مرات عن سعة إدراكه وكبر قلبه ولكنها سكتت. وكرهت إدارة الأسطوانة من جديد. وإذا بي أسألها: درية، هل داخلك الشك في كالآخرين؟
قطبت في استياء لأنها حذرتني أكثر من مرة من طرق ذلك الموضوع ولكني قلت برغبة ملحة: لو فعلت لكان أمرا طبيعيا.
تحولت إلي محتجة وسألت: لم تنبش عن العذاب؟
تراجعت باسما وأنا أقول: طالما أسأل نفسي عما دعاك للخروج عن الإجماع؟
فقالت بضجر: الحق أنه ليس لك طبيعة الخونة! - وما طبيعة الخونة؟ إني ضعيف، إذعاني لأخي ضعف لا شك فيه، وإني أرشح الضعفاء للخيانة.
تناولت يدي بين يديها وقالت برجاء: لا تعذب نفسك .. لا تعذبنا.
وقلت لنفسي إنها لا تدري أنها أداة من أدوات التعذيب. •••
دخلت المدام حجرتي فأيقنت من أنني سأسمع أنباء. إنها تطير بالأخبار - كفراشة - من ناحية إلى أخرى. حسن. أما سمعت يا مسيو منصور؟! محمود أبو العباس بياع الجرائد خطب زهرة، ولكنها رفضته. - هو الجنون نفسه يا مسيو منصور!
Page inconnue