لم يبد عليها أنها تهتم بالإصغاء إلي أو أنها تهتم بأي شيء. - انظري ماذا فعلت أنا، ضاق بي العيش بين أهلي في طنطا فهاجرت إلى الإسكندرية.
لم تنبس ولا دبت فيها نسمة اهتمام. - أقول لك إنه لا حزن يدوم ولا فرح، وإن على الإنسان أن يجد طريقه، وإذا ساقه الحظ إلى طريق مسدودة فعليه أن يتحول إلى أخرى. - كل شيء طيب، لست آسفة على شيء. - بل أنت حزينة، حزينة جدا يا زهرة، ولك حق، ولكن عليك أن تختاري النجاة، هذا الاختيار نصف النجاة إن لم يكن النجاة كلها.
قاومت التأثر بإرادة جبارة طبعت وجهها بطابع دميم عابر، فقلت: أصغى إلي، إليك اقتراحا، لا تبتي فيه برأي الآن، ولكن فكري فيه على مهل.
وتريثت لحظات ثم قلت: عما قريب سيكون لدي عمل.
تململت، فقلت: ستجدين عندي إذا شئت وظيفة محترمة.
ارتسم سوء الظن في عينيها فقلت: هذا المكان لا يصلح لك .. بنت محترمة بين أشكال وألوان من مريدي اللهو والتسلية، من يقر ذلك؟
لم تأخذ كلمة من قولي مأخذ الجد، ذلك واضح جدا، فقلت: ستكونين عندي في حصن .. عمل شريف وحياة ممتازة.
غمغمت بما لم أسمع ثم حملت الصينية وذهبت.
غضبت عليها وعلى نفسي، غضبت لحد المقت. شهوات المحرومين أعمتها عن حقارتها. ملعونة الأرض التي أنبتتك في طينها. وقلت بذلة ومرارة: فريكيكو .. لا تلمني. •••
سهرت بين الجدران الحمراء الكابية في الجنفواز، دعتني صفية إلى المبيت في بيتها فلبيت. عرضت همومي للمناقشة وأنا سكران تماما. ولما جاء ذكر المشروع وثب صوتها قائلا: جاء الفرج!
Page inconnue