تدور حول موضوعات مأخوذة من الكتاب المقدس.
إنتاج مسرحي هزيل متعثر لا يحفل به الآن في ألمانيا إلا المتخصصون، ولا يكاد مخرج مسرحي يجرؤ على إخراجه كله أو بعضه إلى النور والجمهور، ولكنه على أي حال كان حقلا للتجريب استثار العقليات المصلحة لإصلاحه ، والعقول المبدعة للتفوق عليه.
بدأت أول محاولة لإصلاح المسرح الألماني والنهوض به إلى مستوى المسارح في البلاد الأوروبية المجاورة في عام 1624م، حين أخرج مارتن أوبيتس «كتاب الشعر الألماني» وعالج فيه مشكلات الشعر وقواعد الإنتاج الشعري الجيد، وتعرض فيه للأنواع المختلفة فحددها تحديدا، ومنع الخلط بينها، وطالب بدراسة الآداب القديمة والآداب الأوروبية المجاورة والإفادة منها، ودعا إلى إصلاح أوزان الشعر الألماني بالكف عن تقليد الأوزان الفرنسية التي تعتمد على عدد المقاطع دون نظر إلى قوة النبرة أو ضعفها، والاقتصار على الأوزان الإغريقية التي تعتمد على تفعيلات مكونة من مقاطع قوية النبرة ومقاطع ضعيفة النبرة في تركيب خاص، وحث الأدباء والشعراء على استعمال لغة ألمانية نظيفة لا تشوبها كلمات أجنبية.
على أن أقوى حركات الإصلاح المسرحي في ألمانيا كانت حركة يوهان كريستوف جوتشد (1700-1766م)
Johann Christoph Gottsched
الذي كان أستاذا للفلسفة في جامعة ليبتسج (ليبزج) وكان يجمع إلى اهتمامه بالفلسفة اهتماما كبيرا بالأدب والمسرح. نشر جوتشد عام 1730م، كتابا بعنوان «محاولة في فن الأدب النقدي» اقتفى فيه أثر بوالو، وطالب فيه بتنقية المسرح من المسرحيات الضعيفة التافهة، وخاصة من المسرحيات المرتجلة على الطريقة الإيطالية ومسرحيات البهلوانات والشخصيات الثابتة مثل شخصيات هانس فورست وبيكلهرنج وهارلكين، ثم الاعتماد على مسرحيات جادة مترجمة عن الفرنسية أو مقتبسة من مسرحيات فرنسية أو مقلدة لمسرحيات فرنسية، على أن تأتي بعد ذلك مرحلة التأليف الخالص الذي وضع له أسسا بعضها سليم وبعضها مضطرب مبالغ فيه.
وقد أدت حركة جوتشد إلى نتيجتين متوازيتين؛ تنقية المسرح من القطع التافهة وإبدالها بقطع جيدة من ناحية، ومن ناحية مضادة إلى تقييد الإبداع المسرحي القومي وإكراه النفس الألمانية على تقمص صورة النفس الفرنسية. طالب جوتشد مثلا بالتزام قانون الوحدات الثلاث (الزمن والمكان والحدث) وهذا شيء لا بأس به، على ألا يفرض على الأدباء الخلاقين كقانون سماوي لا يصح الخروج عليه إلا كفرا. وطالب بالتزام العقل والفكر في كل شيء، وهذا أيضا شيء لا بأس بأن يطالب به مصلح، ولكن من السرف أن يؤدي هذا إلى قمع الخيال وكبت العواطف والأحاسيس.
حول جوتشد مسرح الممثلة الألمانية الشهيرة «كارولينه نويبر» من مسرح يقدم قطعا مرتجلة إلى مسرح تتجسم فيه آراؤه ومطالبه. وظل حتى منتصف القرن الثامن عشر حاكما بأمره لا يقدر على هزيمته أحد، حتى انبرى له «بودمر» و«برايتنجر» يطالبان بحق الخيال وحق العواطف في التعبير المطلق على طريقة مثل طريقة شيكسبير لا مثل طريقة الكلاسيكيين الفرنسيين.
وسط هذه المعركة المحتدمة ظهر أول إنتاج لجوتهولد أفرايم لسينج يبشر بعصر جديد في تاريخ المسرح الألماني، يبشر بنهضة تزداد مع الأيام قوة ورسوخا. (1) حياة لسينج
ولد جوتهولد أفرايم لسينج
Page inconnue