ثم يتعلم: الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فإذا حفظ الحمد تلاوة، وكتابة فليتعلم القرآن في الصغر، والكتابة؛ لينشأ على حب التعليم؛ إذا لازمه في الصغر، وآلفه صغيرا؛ تمكن في قلبه، ولم يسبقه إليه شئ من أشغال الدنيا، وهمومها، وصار حبه له طبعا لا تطبعا؛ إن وفقه الله لذلك.
وإن لم يتيسر له تعليم القرآن كله، وإلا تعلم ما تيسر من السور التي لابد منها، ليقرأها في الصلاة، وهذا كله قبل أن يبلغ الحلم؛ لأن العبد؛ إذا استعبد لما يعنيه قبل أن يعنيه - لم يفته شئ من الواجبات.
وهذا ينبغي أن يكون من القوام بتربية الصبيان؛ لأن الصبي في الصغر طبعه النفور عن الذي ينفعه في غالب الأحوال، ويميل طبعه إلى ما يضره؛ فإذا قارب بلوغ الحلم فينبغي أن يتعلم الغسل من الجنابة، وقلم الأظفار، وحلق العانة؛ ليري عليه زي المسلمين، وعلامات أهل الإسلام، ويكون لباسه لباس أهل الصلاح، لينشأ على ذلك.
فإذا بلغ الحلم، ودعته نفسه إلى التزويج؛ فليتزوج؛ فإن تزوج ثيبا، فهي تخبره وتعلمه كيف يأتي منها موضع ما أحل الله له منها؛ إن كانت المرأة ممن تعرف ذلك، وتدين بدين الإسلام، وإن كانت بكرا علمه أهله، أنه لا يحل له منها ألا القبل، ولا يحل له وطؤها؛ إذا أتاها الحيض، حتى تطهر، وتغتسل من الحيض بالماء عند وجوده، وبالتراب عند عدمه.
ويتعلم الوضوء، والصلاة، وأوقات الصلاة المفترضات - قبل بلوغه، ويصوم شهر رمضان قبل أن يبلغ؛ إذا أطاق ذلك؛ لئلا يفجأه البلوغ في شهر رمضان، وقد فاته منه شئ؛ فيفوته عمل شئ من الفرائض.
Page 40