La Voie des Fidèles

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
88

============================================================

2887 نهاج القاصدين وففيد الصادقين والثالث: طهارة عن فضلات البدن، كتقليم الأظفار والاستحداد، ونحو ذلك: فأما القسم الأول: فإن غسل الأنجاس يجب سبعا عندنا، ولا ئعفى عن يسير نجاسة إلا أن تكون دما أو قيحا أو أثر استنجاء، واختلفت الرواية في ريق البغل والحمار وسباع البهائم وجوارح الطير وعرقهن، وبول الخفاش، والنبيذ، والمذي والمني، إذا قلنا: إنه نجس، فروي عن أحمد أنه لا يعفى عن يسير ذلك، وروي عنه أنه كالدم، وجميع الدماء نجسة إلا الكبد والطحال ودم السمك، وفي دم البق والبراغيث روايتان، ولنرجع في معرفة الأنجاس إلى كتب الفقه، فإن هذا الكتاب إنما هو للآداب، ويندر ذكر الفقه فيه.

وأما القسم الثاني: هو طهارة الأحداث ففيه فصول: الفصل الأول فيه آداب قضاء الحاجة ينبغي لمن أراد ذلك أن يبعد عن أعين الناظرين، وأن يستتر بشيء إن وجده، وإن كان معه شيء فيه ذكر الله تعالى أزاله، ويقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج، ويقول عند دخوله: بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ومن الوخس النجس الشيطان الرجيم. ولا يكشف عورته قبل الوصول إلى موضع الجلوس، ويرتاد موضعا رخوا لبوله ليلا يعود رشاشه عليه، ولا يستقبل الشمس ولا القمر ولا القبلة إذا كان في الفضاء، ولا يستدبرها، فإن كان بين البنيان، فعلى روايتين، ويعتمد في جلوسه على رجله اليسرى وينصب اليمنى، ولا يبول في شق ولا سرب(1)، ولا تحت شجرة مثمرة، ولا في ظل، ولا قارعة الطريق، ولا يتكلم، فإن عطس حمد الله بقلبه، وإذا انقطع البول مسح بيده اليسرى من أصل ذكره إلى رأسه، ثم ينثره ثلاثا، ولا يطيل المقام وأما ما قد ألفه المتوسوسون من القيام والمشي والتنحنح الكثير ورفع رجل وحط أخرى، فإن ذلك يضعف المثانة (1) السرب: بيت يتخذه الوحش والدبيب في الأرض. اللسان: (سرب).

Page 88