99

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

وأما الفلاسفة فيقال لهم: أي شيء العقول والنفوس، وما الدليل على ثبوتها، وإذا كانت قديمة لم تكن البعض بأن يؤثر في البعض أولى من العكس، ولم كان البعض بان يكون عقلا والآخر نفسا أولى من العكس، ولم اقتصرتم على عشرة عقول مع حصول جهة التكثير في العاشر، ولم كان العقل العاشر هو الفعال والمدبر لعالم الكون والفساد، ولم كانت النفوس حية، ولم كان بان يجعل الماء ماء والطين طينا أولى من العكس، ولم كان بأن يجعل بعض الأجسام حيا والآخر جمادا أولى من العكس؟ وما الدليل على ان الأفلاك حية وأن لها نفوسا؟. وبقريب من هذا الكلام يبطل قول الباطنية وأما الطبائعية فيبطل قولهم أن /67/ الطبع غير معقول، وبعد فهو إما موجود أو معدوم، والموجود إما قديم أو محدث، القسمة الأولى بعينها وكله باطل. وبعد فالطبع شيء واحد، فما الأمر الذي اقتضى وقوع الأشياء على هذا الترتيب البديع والحكمة الباهرة ووقوعها بحسب المصالح كل وقت، وأما أصحاب النجوم فيبطل قولهم أنها غير حية لكثرة حرارتها ولاستمرار حركاتها على وتيرة واحدة؛ لأنها لا تدرك، والفعل لا يصح إلا من حي، ولأنها أجسام فلا يصح منها فعل الأجسام ولأنها كانت لا تفعل إلا باعتماد أو مماسسة ونحن نعلم بحدوث أشياء فينا ولا نحس باعتماد معتمد علينا أو لأنها إن كانت قديمة، لزم قدم العالم، وإن كانت محدثة نقلنا الكلام إلى محدثها.

Page 102