156

Minhaj de la Noblesse

منهاج الكرامة

Chercheur

عبد الرحيم مبارك

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1379 ش

وأما كونه أنيسه في العريش يوم بدر فلا فضل فيه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أنسه بالله تعالى مغنيا له عن كل أنيس، لكن لما عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أمره لأبي بكر بالقتال يؤدي إلى فساد الحال، حيث هرب عدة مرات في غزواته (1). فأيما أفضل القاعد عن القتال أو المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله؟ (2).

وأما إنفاقه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكذب، لأنه لم يكن ذا مال، فإن أباه كان فقيرا في الغاية، وكان ينادي على مائدة عبد الله بن جدعان بمد في كل يوم يقتات به. فلو كان أبو بكر غنيا لكفى أباه.

وكان أبو بكر في الجاهلية معلما للصبيان، وفي الإسلام كان خياطا.

ولما ولي أمر المسلمين منعه الناس من الخياطة، فقال: إني أحتاج إلى القوت! فجعلوا له في كل يوم ثلاثة دراهم من بيت المال، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قبل الهجرة غنيا بمال خديجة، ولم يحتج إلى الحرب وتجهيز الجيوش، وبعد الهجرة لم يكن لأبي بكر شئ البتة (على حال

Page 187