============================================================
وليست هذه الخصلة بمنزلة سائر الخصال التي تقدح في عمل، وتضو بفرع، إنما تضرو بالأصل، وتقدح في الدين والاعتقاد ، وإذا قويت وغلبث..
لا تتدارك والعياذ بالله سبحانه.
ثم أقل ما يهيج منها على صاحبها أربع آفات : إحداها: حرمان الحق، وعمى القلب عن معرفة آيات الله تعالى وفهم أحكامه ، قال الله تعالى : سأضرف عن هايتى الذين يتكبروت فى الأرض بغير الحق)، وقال تعالى : كذالك يطبع الله على كل قلب متكير جبار الثانية : المقت والبغض من الله تعالى ، قال الله عز وجل : { إنه لا يحث المشتكبريب وروي أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب؛ من أبغض خلقك إليك؟ قال: من تكبر قلبه، وغلظ لسانه، وصفق عينه(1)، وبخلت يده، وساء خلقه الثالثة: الخزي والنكال في الدنيا والآخرة ، قال حاتم رحمه الله : اجتنبت الموت على ثلاثة : على الكبر، والحرص، والخيلاء؛ فإن المتكبر لا يخرجه الله تعالى من الدنيا حتى يريه الهوان من أرذل أهله وخدامه، والحريص لا يخرجه الله تعالى من الدنيا حتى يحوجه إلى كسرة أو شربة ولا يجد مساغا ، والمختالك لا يخرجه الله من الأنيا حتى يمرغه ببوله وقذره.
وقيل : من تكبر بغير حق.. أورثه الله تعالى ذلا بحق.
الرابعة: النار والعذاب في العقبى ، على ما روي أن الله تعالى يقول : "الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما.. أدخلته نار جهنم"(2).
Page 123