============================================================
فهذه عباراث المشايخ رحمهم الله.
والذي نقوله : أن التفويض إرادة أن يحفظ الله عليك مصالحك فيما لا تأمن فيه الخطر.
وضد التفويض : الطمع ، والطمع في الجملة يجري على وجهين : أحذهما: في معنى الرجاء، تريد شيئا لا خطر فيه، أو فيه مخاطرة بالاستثناء ، وذلك ممدوح غير مذموم ، كما قال الله تعالى : { والذى أطمع أن يغفر لى خطئتى يوم الدين} ، وقال : { إنانطمع أن يغفر لنا ربنا خطينا) وهذا القسم ليس مما نحن فيه بسبيل ههنا.
والثاني : طمع مذموم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم والطمع : فإنه فقر حاضر"(1).
وقيل : هلاك الدين وفساده الطمع، وملاكه الورع.
قال شيخنا رحمه ألله: الطمع المذموم شيئان : أحذهما: سكون القلب إلى منفعة مشكوكة والثاني : إرادة الشيء المخاطر بالحكم ، وهلذه الإرادة تقابل التفويض لاغير، فأعلم ذلك: وأما حصن التفويض : فهو ذكر خطر الأمور وإمكان الهلاك والفساد فيها ، وحصن حصنه: ذكر عجزك عن الاعتصام عن ضروب الخطر، والامتناع عن الوقوع فيها بجهلك وغفلتك وضعفك فالمواظبة على هلذين الذكرين تحملك على تفويض الأمور كلها إلى الله عز وجل، والتحفظ عن الحكم فيها، والامتناع عن إرادتها إلا بشرط الخير والصلاح، فهلذه هذه وبالله التوفيق.
Page 170