Minhaj al-Talibin wa-Balagh al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Genres
هما اسمان على وزن فعيل، وفاعل، وهوا مأخوذان من المجد، والجلالة، والعظمة. ويقال: للإنسان ماجد، إذا كان فاعلا لاكتساب المجد، ولا يقال: لأنه مجيد، لأن المجيد: هو معدن المجدخ، ومثله: حكيم، وحاكم، فالحاكم: الذي يفعل الحكمة، والحكيم معدن الحكمة.
وقيل: المجيد: الماجد، ومجيد: أي كريم عزيز، وقوله: " بل هو قرآن مجيد " معناه: كريم عزيز وماجد، ومجيد من صفات الله لذاته.
الودود:
قيل: الودود، المحب لعباده، من قولهم: وددت الرجل أوده ودا، وأوده ودادا، أو: ودا والود بفتح الواو: الصم؛ قال الله تعالي: " ودا ولا سواعا ".
وقيل: ودود فعول بمعني فاعل، كقولك: غفور بمعني غافر، والمعني: أنه يود عباده الصالحين.
فقد تأتي الصفة بالفعل لله جل ذكهر، ولعبده؛ فيقال الشكور بمعني الشاكر، وبمعني مشكور، ويقال: فلان شكور لله أي: يشكر لله نعمه، والله شكور للعبد، أي: يشكر له عمله، والعبد تواب لله من الذنب، والله تواب عليه.
الباعث:
وهو في كلام العرب المثير المنهض، يقال: بعثث البعير؛ إذا أثرته، وأنهضته من مكانه الذي أتاخ فيه أو اضطجع.
وسمي الله تعالي باعنا؛ لأنه يبعث الخلق بعد الموت، أي يثيرهم من القبور، وينهضهم من مضاجعهم، قال الله تعالي حكاية الموتي: " من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون "، وقيل ليوم القيامة يوم البعث، لأن الخلائق ثائرون فيه من مضاجعهم، أي قبورهم، ويكون البعث أيضا أخذ بعث الأنبياء، والرسل عليهم السلام، إلى الناس، إيثارهم من بين القبائل والشعوب.
والمعنيان جائزان في صفة الله تعالي: لأنه باعث الأنبياء، والرسل، لا باعث غيره تبارك الله الباعث وقيل: لكل تحريك، وانزعاج بعث.
الوارث:
قيل لله وراث؛ لأنه يبقي بعد فناء الخلق كلهم، فلا يكون مالك غيره، كما قال: " إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ".
الديان:
Page 287