============================================================
14 - ومتها: أنه لا يجب على الله شيء من رعاية الأصلح للعباد وفيرها(1)، خلاقا للمعتزلة: فقد قال حجة الإسلام: لا شك أن مصلحة العباد في أن يخلقهم في الجنة، فأما أن يخلقهم في دار البلايا ويعرضهم للخطايا ثم يهدفهم لخطر العقاب وهول العرض والحساب، فما في ذلك عظة لأولي الألباب؟ انتهى.
وأما ما نقل عن معتزلة بغداد من أنهم قالوا: الأصلح تخليد الكفار في النار، كما نقل عنهم صاحب الإرشاد فغاية في المكابرة ونهاية في العناد.
15 - ومنها: أن الحرام رزق(2): لأن الرزق اسم لما يسوقه الله تعالى إلى الحيوان فيتناوله وينتفع به، وذلك قد يكون حلالا وقد يكون حراما، وهذا أولى من تفسيره بما يتغذى (1) (لا يجب على الله تعالى شيء) : لأن الإيجاب يحتاج إلى موجب وحاش أن يكون لله تعالى ند أو شريك، قال الله تعالى: ( لا يسل عنا يفعل وهم يتتلورب) (الأنبياء: 23]، نعم وعد الله تعالى باشياء على أمور، وما وعد الله به، فإن الله لا يخلف الميعاد . قال الله تعالى: ( وعد الله الذينء امنوا وعملوا ألصنلحت منهم تمغفرة والجرا عظيما) [الفتح: 29]، ومن ذلك دخول العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ما صح به الخبر عن رسول الله ومثل خديجة وفاطمة وكثير غيرهم.
(2) (الحرام رزق): الحرام رزق وكل يستوفي رزقه حلالا كان أو حراما، ولا يتصور ان لا يأكل الإنسان رزقه او يأكل رزق غيره او ياكل غيره رزقه، والرزق هو الغذاء فما قدر الله أن يجعله غذاء لشخص لا يصير غذاء لغيره. وكما أن الإنسان يتغذى بالحلال يتغذى بالحرام، ولو كان الرزق عبارة عن الملك دون ما يتغذى
مسلم. شرح العقائد النسفية 312.
Page 365