134

============================================================

ولا يكون في الدنيا ولا في الاخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ل وكتبه في اللوح المخفوظ، ولكن كثبه بالوضف لا بالككم......

والحلولية(1) وأمثالهم من جهلة الصوفية(2) .

(ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء)، أي موجود حادث في الأحوال جميعها (إلا بمشيئته)، أي مقرونا بإرادته (وعلمه وقضائه)، أي حكمه وأمره (وقدره)، أي بتقديره بقدر قدره (وكتبه) بفتح الكاف وسكون التاء: أي وكتابته (في اللوح المحفوظ)، أي قبل ظهور أمره؛ وأغرب شارخ، حيث قال: وكتبه عطف تفسير لقدره. انتهى.

ووجه الغرابة آن ثبوت تقديره وتقريره مقدم على تحريره وتصويره، على أن التقدير صفة المنعوت بالقدم، والكتابة حادثة بعد إحداث القلم.

(ولكن كتبه بالوصف لا بالحكم)، أي كتب الله في حق كل شيء بأنه سيكون كذا وكذا لم يكتب بأنه ليكن كذا وكذا؛ وتوضيحه أن وقت الكتابة لم تكن الأشياء موجودة، فكتب في اللوح المحفوظ على وجه (1) الحلولية: الحلولية قسمان، قسم يقولون: إن الله جل جلاله يحل في الصور الحسية، وقسم يقول: إن العبد إذا اشتغل بأداء الواجيات وجد في تطبيق الشريعة وأدى الواجبات واجتنب المحرمات واكثر من النوافل فإن الله يحل فيه.

تعالى الله عما يقول المشركون. كشاف اصطلاحات الفنون.

(2) جهلة الصوفية: ممن زعم وحدة الوجود، هذا منكر من القول وزور، إذ كيف يكون المخلوق خالقا والخالق مخلوقا، العياذ بالله من ذلك، ومهما ترقى الصوفي الصادق وفنى عن نفسه، فهو يعرف أنه مخلوق وان الخالق وهو الله تعالى سواه . وجهلة الصوفية كجهلة كل كتلة وجماعة يحملون أوزارهم، وليس التصوف ولا تلك الجماعة .

Page 134