378

Minah al-Makkiyya

Genres

============================================================

سمعت غطفان ما وقع لقريش، فرجعوا أيضا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم. رجع إلى المدينة وقال : "لا تغزونكم قريش بغدها أبدا ، ولكن أنتم تغزونهم" فكان كذلك(1).

ولما وضعوا السلاح.. جاء جبريل معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها قطيفة ديباج، وفي رواية البخاري: أنه لما وضع السلاح.. اغتسل، فأتاه جبريل فقال له: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه ، اخرج إليهم - أي : بني قريظة - فإني عامد إليهم، ومزلزل بهم(2)، وفي رواية: قم فشد عليك سلاحك، فوالله لأدقنهم دق البيض على الصفا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا : يا خيل الله اركبي، فذهب إليهم في ثلاثة آلاف مقاتل، وستة وثلاثين فرسا، فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، أو خمسة عشر، وقذف تعالى في قلوبهم الرعب، فعرض عليهم رئيسهم الإيمان، وحلف لهم آنه نبي مرسل، وأنه الذي يجدونه مكتوبا عندهم في كتابهم، فأبوا، فقال : الليلة السبت، فلعلهم أمنونا، فانزلوا لعلكم تصيبون منهم، فقالوا: نفسد سبتنا، ونحدث فيه مالم يحدث فيه من قبلنا إلا من علمت، فأصابه ما لم يخف عليك من المسخ ثم اشتد عليهم الحصار، فنزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، فحكم فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس، فحكم فيهم : بأن تقتل رجالهم، وتقسم أموالهم وتسبى ذراريهم، فقال صلى الله عليه وسلم : "لقذ حكمت فيهم بحكم الله تعالى الذي حكم به " فأمر صلى الله عليه وسلم بهم فأدخلوا المدينة، وحفر لهم أخدودا في السوق، وجلس صلى الله عليه وسلم ومعه آصحابه، وأخرجوا إليه، فضربت أعناقهم، وكانوا ما بين ست مثة إلى سبع مئة (3)، ولا ينافيه الرواية الصحيحة : أنهم كانوا أربع مثة مقاتل؛ لأن الباقين أتباع.

(1) انظر "سيرة ابن هشام (214/3)، و" طبقات ابن سعد4 (25/2)، و8 عيون الأثر" (76/2) و" البداية والنهاية "(475/4) (2) البخاري (4117)، وليس فيه: فاني عامد إليهم، ومزلزل بهم (3) انظر " سيرة ابن هشام (233/3)، و1 طبقات ابن سعد" (74/2) و1 عيون الاثر" (44/2)، و" البداية والنهاية *(499/4).

Page 378