283

Minah al-Makkiyya

Genres

============================================================

فشتان ما بين هذذين الأخوين- رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فكسرت رباعيته اليمنى السفلى ، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته، وأن ابن قمئة جرح وجنته، فدخلت حلقتان من المغفر فيها، ووقع صلى الله عليه وسلم في حفرة، وفي رواية: وهشموا البيضة على رآسه، ورموه بالحجارة حتى رموه لشقه في حفرة... الحديث (1).

وروى الطبراني وغيره : أن عبد الله بن قمئة رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فشجه في وجهه، وكسر رباعيته، فقال: خذها وأنا ابن قمثة، فقال صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه: "أقمأك الله"، فسلط الله عليه تيس جبل، فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة(2) وروى أحمد والترمذي والنسائي عن آنس: كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وشج وجهه، وجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسحه ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يذعوهم إلى ربهم ؟1" فأنزل الله تعالى : { ليس لك من الأمر شىء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظلموب} (3) ، وفي مرسل قوي : أن وجهه صلى الله عليه وسلم ضرب يومئذ بالسيف سبعين ضربة، وقاه الله شرها كلها(4).

(كما) مصدرية (أظهر الهلال البراء) بفتح الموحدة، وهو : أول ليلة من الشهر؛ أي : أن وجهه الكريم المكرم أظهر آثار تلك الشجة مع برثها ظهورا واضحا، ليس فيه آدنى شين، بل فيه غاية الجمال، كظهور الهلال ليلة استهلاله؛ لحكمتين: ليتذكر الراؤون ذلك، والراوون عنهم ما وقع له صلى الله عليه وسلم من المحنة وعظم الصبر عليها حتى يقتدى به في ذلك، وليعلموا أن تلك الشجة لم تشنه- حاشاه من ذلك- بل زادته جمالا على جماله صلوات الله عليه وسلامه؛ لأنها صارت بعد (1) انظر " سيرة ابن هشام "(79/3) . والمغفر : ما يلبسه المقاتل من الزرد على رأسه 2) المعجم الكبير (130/8) (3) مسند أحمد (206/3)، والترمذي (3002)، والسنن الكبري (11011).

4) أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه *(9736).

Page 283