191

Minah al-Makkiyya

Genres

============================================================

فكان صلى الله عليه وسلم يقول : " أما تعجبون لما يصرف الله عني من أذى قريش ؟!

يسبون ويهجون مذمما وأنا محمد "(1) صلى الله عليه وسلم.

تتمة : قرأ صلى الله عليه وسلم سورة : والنجو حتى إذا بلغ : أفرهيثم اللنت والعريى * ومنوة الثالثة الأخرى} . . فحينئذ القى الشيطان في أمنيته ؛ أي : تلاوته : تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى ، وفي رواية : ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق إلخ، فعند سجوده آخر السورة سجد المشركون معه؛ لتوهمهم آنه مدح الهتهم ، وفي رواية : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، فسجد وسجدوا، فنزلت هذذه الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إنا تسقع ألقى الشيطدن فى أننيته ...) الآية، ففشا ذلك في الناس وأظهره الشيطان حتى بلغ المسلمين بالحبشة، فأقبلوا سراعا، ثم لما تبين للمشركين خلاف ذلك.. رجعوا إلى أشد ما كانوا عليه والغرانيق: جمع غرنوق أو غرنيق، وهو: طير الماء، شبهت به الأصنام؛ لاعتقادهم أنها تقربهم من الله تعالى كطيور الماء؛ لكونها تعلو في السماء وترتفع تنبيه: كثر كلام العلماء في هلذه القصة، فمن منكر لوقوعها ومبالغ في بطلانها، وأته لا يجوز لأحد القول بها كعياض والفخر الرازي(2)، وسبقهما لنحو ذلك البيهقي، وأيدوا بأن البخاري وغيره رووا: أنه صلى الله عليه وسلم قرأ (سورة النجم)، وسجد معه المسلمون والمشركون والإنس والجن، ولم يذكروا فيها قصة الغرانيق، وبأن من جوز على نبي تعظيم وثن. . فقد كفر، وبأنها من وضع الزنادقة.

والحق خلاف ذلك كله ، بل لها أصل أصيل، فقد خرجها من طرق كثيرة جدا ابن أبي حاتم، والطبري، وابن المنذر، وابن مردويه، والبزار، وابن إسحاق في "السيرة 7، وموسى بن عقبة في "المغازي"، وأبو معشر، كما نبه على ذلك الحافظ ابن كثير وغيره، لكن قال : (إن طرقها كلها مرسلة، وأنه لم يرها مسندة من وجه يح) اه(2) (1) أخرجه البخاري (3533)، وأحمد (369/2)، وأبو نعيم في " الدلائل " (248/1)، دون قوله: "قد أخذ الله ببصرها عني".

(2) انظر " الشفا "(ص644) وما بعدها، و" مفاتيح الغيب "(49/23) وما بعدها (3) تفسير ابن كثير (230/3) 25

Page 191