112

Minah al-Makkiyya

Genres

============================================================

وسلم، وحاصلها: أنه صلى الله عليه وسلم لما بلغ أربعين سنة، وقيل: وكسرا..

بعثه الله يوم الإثنين - كما في خبر مسلم (1) - لسبع عشرة من رمضان ، وقيل: من ثمان من ربيع الأول، وقيل : كان في رجب رحمة للعالمين، ورسولا إلى كافة الخلق أجمعين، كما قال صلى الله عليه وسلم : "وأزسلت إلى الخلق كافة "(2) روى البخاري وغيره: أول ما بدىء به صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وابتدىء بها؛ لأن الملك لو فجأه بغتة.. لم تحتمله قواه البشرية، وكان يأتي حراء فيتعبد فيه الليالي الكثيرة، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق- آي: جاءه جبريل- وهو بغار حراء، فقال له: اقرأ، قال : " ما أنا بقارىء " أي: لست بقارىء، قاله امتناعا ؛ لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، فغطه حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله فقال له : اقرأ، قال : "ما أنا بقارىء" قاله إخبارا بالواقع، فغطه ثم أرسله كذلك وقال له : اقرأ، قال : "ما أنا بقارىء " أي : ما الذي أقرؤه؟ فغطه وأرسله كذلك، وحكمة الغط ثم تكريره : مزيد التأهل إلى لقاء الملك؛ لما بين البشرية والملكية من التباين، ثم إلى التلقي منه، ثم قال: اقرا بأسه ريك حتى بلغ: مالريعلم}، فرجع بها يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة فقال : "زملوني زملوني" فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال : 1يا خديجة؛ ما لي ؟!" وأخبرها الخبر، ثم قال : "قد خشيت على نفسي" أي : قبل أن يحصل لي العلم الضروري بأن الجائي جبريل، أو خشيت أن لا أقدر على حمل أعباء الرسالة، أو أن يقتلني قومي، ولا بدع فإنه بشر، فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة، وكان شيخأ كبيرا قد عمي، وهو ممن تنصر من العرب وعرف الإنجيل، فقالت له: اسمع من ابن أخيك، فأخبره صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها- أي: ملتك - جذعا - أي: شابا لأبالغ في نصرتك - إذ يخرجك قومك، قال: " أومخرجي هم؟ " قال : نعم، لم يأت رجل (1) مسلم (1162) (2) أخرجه مسلم (523)، والترمذي (1553)، وأحمد (411/2)

Page 112