فإن كانت حركة الجنين قوية إذا شقت الحجب ومال رأسه إلى أسفل فإن الولاد يكون يسيرا هينا وإن نزل على جانبه أو مالت رجلاه إلى أسفل بدل رأسه فإنه يدعو إلى الموت وإنما يقبل الجنين بهذه الصفة من سعة رحم أمه ومن قلة سكونها في أوان المخاض وإن كان الجنين بكرا ونزل بهذه الصفة فإن ولادها يكون عسرا جدا وكثيرا من الأجنة أيضا يخرج كبيرا ولذلك صار النساء يحسسن بشدة وجع في مثل هذا الولاد وبخاصة في ظهورهن وأوراكهن.
فأما اللواتي اعتدن الولاد مرارا فإنهن لا يحسسن بالوجع كما يحس به الأبكار لأن اللواتي ولدن لن يحسسن بالوجع جدا فإن أتى الجنين من الرحم على رأسه فواضح أن الرأس يخرج أولا فمن بعد ذلك تخرج الأعضاء المؤلفة معه ثم يخرج من بعد ذلك السرة التي هي معلقة بالمشيمة ثم ينفرغ من بعد ذلك من الرحم ماء دمي من رأس الجنين ومن سائر أعضائه وذلك من شدة الوجع والاضطراب والحرارة التي تكون في الرحم وقد ينفرغ أيضا مع هذا شيء من الطمث ومن بعد خروج المشيمة يخرج الطمث كما قلنا فوق وينفجر الثديان وجميع الأعضاء الرطبة ولا يكثر الانفجار من الأعضاء الرطبة في أولاد الأبكار وكلما طال بها الزمان ازداد الانفجار الذي ينفجر من العروق ومن استنقاء الرحم.
[chapter 31]
Page 84