إني قائل بموجز وتارك التطويل فقائل إن كل شيء حار هو يدفع الهواء الحار الذي فيه ويدخل بدله هواء آخر باردا لتغتذي منه وإنما قلت هذه القياسات كلها لأبين أن المنى إذا سخن في الرحم يجتذب الهواء ويغتذي منه ثم إنه يدفعه أيضا ويخرجه بلا محالة. إني قد قلت أن المنى يسخن في الرحم فإذا سخن جذب إليه من الهواء ما يغتذي منه فإذا اغتذا منه دفعه عنه ومع هذا أيضا إذا تنفست الرحم تنفس المنى أيضا وإذا جذبت الرحم إليها البرودة من الهواء بردت حرارة المنى كما ينبغي.
فنقول إنه من بعد ما اختلط مع الرطوبة فلذلك يصير منه حجاب ولأنه أيضا محبوس ممسيك مثل ما يكون على الخبز إذا مع نضج فإنه يكون عليه خارجا شيء رقيق شبيه بالحجاب وذلك لأنه يسخن وتكثر فيه الحرارة وينتفخ منها ويرتفع وما يرتفع منه هو الحجاب.
أما المنى فإنه يسخن وينتفخ حتى يمتد فوقه حجاب ويحيط به جميعا ويكون في وسط المنى للروح طريق إلى داخل وإلا خارج وهذه الريح هي تبعد رقاق الحجب عن المنى وأما سائر المنى فإنه في الحجاب مستدير.
[chapter 13]
Page 48