إن الرطوبة هي سبب التربية وللشعر في الجلدة أصل كأصول الشجر في الأرض وبأصله يجذب الغذاء وهو على مواضع واسعة المسام.
إن الوقت الذي يجري فيه المنى في الجسد يتسع فيه مسام الجلد وإنما يمتنع المنى أولا في الصبيان من قبل رقة العروق وضيقها فإذا اهتاجت حركة الجماع وشهوته تولد سبب جريان المنى في الجسد والصبيان كلما كبروا انفتحت آلاتهم واتسعت أجسادهم وإذا جرى المنى والطمث ارتفعت الرطوبة فوصعت سموم الجسد.
إن الرطوبة تنزل في وقت الجماع من الرأس لأنه قد تحركها وتقلقلها كثرة الخيال ليخرج المنى وإن لم يجامع وفي هذا الوقت اجتذب شيئا من الرطوبة فيغتذي منها الشعر ويربو.
هذا بيان القول الذي قلت إنه يجري المنى إذا اتسعت المجاري وإذا جرى المنى ينبت الشعر.
فإذا أراد إنسان أن يعلم ذلك فليحرق موضعا من الجلد من حيث ينبت الشعر حتى يتنفط فإنه سيرى إذا برئ ذلك التنفط أنه ينقبض الجلد في ذلك الموضع وتضيق المسام ولا ينبت الشعر.
إذا انقبض الجلد جدا لم ينبت الشعر.
فأما الخصيان فإنهم إنما لا يكون لهم لحى ولا شعر في عاناتهم لأنهم يخصون في صباهم وتنسد طرق المنى فلا يجري فيها منى كما يجري في جميع الأجسام لأن مجاري أجسادهم تصير ملساء منقبضة مسدودة كما قلت فوق.
Page 66