فإذا جعل الروح الحار طريقا في المنى إلى خارج جذب من ساعته برودة من الرحم وهذا فعله كل حين.
إن الروح في الرحم يسخن ولأنه يسخن جعل له هواء باردا يدخل إليه من استنشاء المرأة ليبرده.
إن كل شيء يسخن هو يمسك الروح.
إن كل ما يسخن هو يقني الروح وكذلك المنى أيضا إذا سخن في الرحم اصطنع روحا لأن الروح إنما يكون من الحرارة كما أن جميع الأشياء الحارة إذا اشتدت حرارتها وغلبت تحللت بحرارتها وصارت هواء وذلك كما نرى من الماء الحار الذي يطبخ مع أشياء كثيرة أيضا وذلك لأن الحرارة هي تجذب الهواء فأما في المنى فلم يقل إنه يتحلل بالحرارة ولكنه يغلظ وإنما يجذب إليه الحرارة الهواء والروح.
إن الحطب الرطب إذا استوقد خرج منه الروح يعني رطوبته ظاهره وترى من حيث تخرج من الشقوق التي تكون في الحطب ويدلنا أنه ليس يكون ذلك إلا بالهواء أن من بعد ما تخرج تلك تجذب هواء آخر من الهواء فتشتعل النار من اجتذاب الهواء الذي يجتذب إلى الحطب لأن الحطب كله إذا استوقد يجذب الهواء كما وصفنا وبخاصة ما كان فيه رطبا لأنه نرى الهواء الذي يخرج منه في الشقوق الذي ينشق فيه فإذا خرج تردد وأحاط بالشقوق.
Page 46