De la transmission à la création
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
وتظل علوم أخرى خارج المنظومة، مثل النبات والحيوان والمعادن والصيدلة، وهي من العلوم الطبيعية. وعلوم الجغرافيا والتاريخ، وهو مؤسس النظرية الجغرافية وفلسفة التاريخ.
وبالنسبة للعلوم النقلية؛ أي الموروث، يبين دخول الإسرائيليات في التفسير، كما يبين صلة الحديث بالفقه؛ فالفقه إعادة تبويب للحديث. ويفيض في بيان أهمية أصول الفقه وهو الأصولي؛ فهو من أعظم العلوم الشرعية وأجلها قدرا وأكثرها فائدة، ويقارنه مع علوم القرآن. يذكر داود الظاهري ولا يذكر ابن حزم وهو أندلسي مثله. ويذكر ابن رشد فقيها لا فيلسوفا مع أبي زيد وابن يونس وأبي عمرو بن الحاجب، ولا يذكر ابن حنبل ضمن المدارس الفقهية الأربع.
12
ويدافع عن التصوف السني الأشعري ويعتبره من العلوم الشرعية. ويرفض التصوف الشيعي الذي ينتهي إلى الحلول والاتحاد والتصوف الإشراقي الفلسفي عند ابن سينا، وكأن التصوف السني لم يقل بالاتحاد والحلول والوحدة؛ وحدة الشهود عند ابن الفارض ووحدة الوجود عند ابن عربي. وبين الصلة بين التصوف والتشيع كنوع من المقاومة الوجدانية القلبية؛ فمملكة الروح قادرة على هزيمة مملكة الجسد ، ومدينة الله أقوى من مدينة الأرض. وفي علم تعبير الرؤيا يعتمد ابن خلدون على نظرية الأبخرة لتفسير الرؤية الصالحة، وهي نظرية فلسفية تعتمد على تفسيرات الفلسفة للرؤيا بنظرية الاتصال وهو يبطل الفلسفة ويبين فساد منتحليها.
13
أما بالنسبة إلى العلوم العقلية فيعتبر ابن خلدون الحساب فرعا لعلم العدد، وكذلك المعاملات مع أنها تطبيقات له كالمحاسبة. ولا يتحدث عن الدوافع لنشأة هذا العلم، حاجة الفرائض، الصلة والمواريث، إلى الحساب. كما يجعل الكريات والمخطوطات من فروع الهندسة وكذلك المناظرة من خلال الرؤية والنظر مثل ابن الهيثم؛ أي المنظور بلغة العصر. كما يجعل الأزياج من فروع علم الهيئة.
14
وينقد التجربة في الفلك نظرا لقصر العمر وهي تستلزم التكرار. وفي الغالب لا ينقد ابن خلدون العلوم العقلية خاصة الرياضية لأنها علوم الوسائل لا علوم الغايات، يتفق عليها الجميع ويقينية مضبوطة.
أما المنطق والطبيعات والإلهيات فإنها علوم عقلية صرفة لا شأن للعلوم النقلية بها؛ ومن ثم لا يمكن لعلم الكلام، وهو من العلوم النقلية، إصدار الأحكام عليها بالصواب والخطأ نظرا للتمييز بين العلمين في البداية. ولم ينشأ الخلط بينهما إلا عند المتأخرين عندما تحول علم الكلام إلى علم فلسفي وتسربت الفلسفة إلى علم الكلام بعد نقد الغزالي لها.
15
Page inconnue