244

De la transmission à la création (Volume 1 La transmission): (2) Le texte: la traduction - le terme - le commentaire

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

Genres

إكمال البنية العقلية للموضوع، وإعادة التوازن إليه، ووضعه كموضوع عقلي مستقل يمكن لكل ذهن أن يعيه ويضعه من تلقاء نفسه. كما يتطلب إحكام البنية وإيضاحها، وإيجاد المزيد من البراهين الداخلية عليها. (ج)

الاستعانة بها لأغراض الحضارة المنقول إليها، ومقاصدها واستعمالها على نحو آخر، ثم صبها كلها في التيار الحضاري الأول، التوحيد، باعتبارها وسيلة، ومقصد الحضارة المنقول إليها غاية. (د)

احتواءها داخل الحضارة بدلا من بقائها خارجها لتكوين ثقافة مغايرة تسبب الاغتراب الثقافي وتحديا للذات، وينتهي الأمر بضمور الذات وتقليد الآخر، ونشأة الازدواجية الثقافية بين دينية وعلمانية، والازدواجية السياسية بين محافظة وتحرر.

فلا يكاد يقرأ الإنسان الترجمات العربية القديمة، إلا إذا شعر بالحاجة إلى الشرح لفهم المعنى أو إلى التركيز والتلخيص للتعامل معه وتذكره وتكراره؛ فهي مادة خام في حاجة إلى عمل عقلي فكري حتى يسهل التعامل معها. يمر القارئ بتجربة الشرح، وهو أنه يجد ذهنه في حاجة إلى تنشيط فكري وإلى تأمل وتأويل ومراجعة. وهنا تأتي مهمة الشرح والتلخيص للتعبير عن هذا النشاط الذهني، والقارئ بصدد قراءة الترجمة أو المترجم بصدد النص الأصلي. إن المثابرة على نقل هذه النصوص كلها لهو في حد ذاته عمل بطولي، خاصة إذا كان نقل النص من لغته الأصلية إلى اللغة الجديدة أولى مراحل العمل الثقافي التالي، التعليق والشرح والتلخيص من أجل مرحلة لاحقة هو العرض والتأليف، حتى تتم عملية التمثل والاحتواء قبل عملية الخلق والإبداع. الشرح لتوضيح المعنى، والتلخيص لإبرازه. الشرح لبيان التناسق الداخلي، والتلخيص لبيان إمكانية التعامل الخارجي. شيء طبيعي إذن أن يتحول المعنى إلى دافع ذاتي، فينشأ الشرح والتلخيص ثم عرض الموضوع، ثم التأليف فيه، وليس فقط فهم معناه. فإذا كانت الترجمة تتم من اللفظ، والشرح والتلخيص من المعنى، فإن العرض والتأليف من الشيء لما كان الفكر لفظا ومعنى وشيئا هو موضوع الفكر. يمل الذهن من قراءة الترجمة ويسأمها دون عمل كاف للعقل؛ لذلك كان من الطبيعي بعد أن يتشبع الذهن بالنص المترجم واستيعابه، أن ينتقل إلى التمثل والاحتواء، ثم العرض والتأليف المستقل عنه، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة النقد ثم التأليف المضاد. فهم أعماق النص إذن يبدأ من الشرح والتلخيص بعد الترجمة، بعد أن تم الاعتناء بالنص وتجهيزه حضاريا للفهم. لو لم تتم هذه العملية، لما أمكن الشرح والتلخيص دون هذا التجهيز، مثل عملية الطهي للطعام النيئ حتى يتم التمثل بالشرح والتلخيص، وإلا لما عمل النص ونشط العقل، ولظل الوعي متقبلا ومستقبلا دائما، دون أن يتحول إلى وعي معط وهاب، ويمكن الاعتماد على تحليل التجارب الشخصية، كخطوة نحو العرض والتأليف، من أجل الوصول إلى الإبداع الذاتي، الذي يمحى فيه التمايز بين الوافد والموروث، ويصبح تعبيرا عن الواقع المباشر.

والانتقال من الترجمة والتعليق إلى الشرح والتلخيص ، انتقال طبيعي من النقل إلى الإبداع من خلال مرحلة متوسطة؛ فقراءة الترجمات عملية مملة بعد الاستيعاب، تتحول فيما بعد إلى إعادة نظر في هذه المادة المقروءة، على عدة مراحل شعورية وتاريخية فردية وجماعية في آن واحد؛ فما يحدث في الشعور الفردي يقع أيضا في الشعور الجماعي؛ أي في الوعي الحضاري. وهذه المراحل هي: (1)

الشرح لتوضيح المعنى حتى يسهل تمثله واستيعابه واحتواؤه مثل شروح ابن باجة وابن رشد. (2)

التلخيص لتركيز المعنى وضم المرسل، واختصار المسهب من أجل الاستعمال والتعامل، كبداية لتخلف الموضوع المستقل مثل تلخيص ابن رشد. (3)

الجوامع للتوجه نحو الشيء مباشرة، ورؤيته في تجربة مشتركة مع النص الوافد. (4)

العرض للموضوعات الوافدة عرضا مستقلا عن النص الأصلي، وكأن الشارح هنا يأخذ موقف المؤلف، ويصبح هو المؤلف الأول مثل عروض الفارابي. (5)

التأليف في الموضوعات تأليفا شاملا مع ضم الموروث مع الوافد كمصادر للموضوع، وتوسيع رقعة الموضوع وإكماله مثل تأليف الفارابي. (6)

Page inconnue