De la transmission à la création (Volume 1 La transmission): (2) Le texte: la traduction - le terme - le commentaire
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Genres
34
وقد يكون الحذف العربي لإحدى نهايات المقالات، التي تعلن عن نهاية جزء وبداية جزء آخر خاصة بالتراث اليوناني، لا يحتاجها المترجم العربي القادر على عمل مقطع آخر، ليعلن عن نهاية موضوع وبداية آخر.
35
ولا يجوز إكمال الترجمة العربية القديمة اعتمادا على الترجمة اللاتينية القديمة، بدعوى أنها ترجمة للأصل العربي القديم، ولما كان اللاتين أكثر حفظا للنص، وأقرب عهدا لنا كان النص العربي القديم ناقصا؛ فربما كان الحذف من الترجمة العربية مقصودا؛ لأنه غير ذي دلالة. وربما كانت الزيادة في الترجمة اللاتينية مقصودة؛ فقد قام اللاتين بعمليات حضارية أخرى في نقل النص من العربية إلى اللاتينية، فإذا كان الحال كذلك مع النص اللاتيني القديم، فالأولى أن يكون مع النص اليوناني الحديث؛ فلا يجوز إكمال فقرة «ناقصة» في الترجمة العربية، اعتمادا على النص اليوناني الحديث؛ لأنها ليست ناقصة بل محذوفة عن قصد؛ فالترجمة العربية إعادة إنتاج للنص اليوناني، وليست ترجمة له، باستبعاد الإسهاب وتحصيل الحاصل، والتكرار، والأمثلة المحلية اليونانية.
36
لا يجوز إضافة شيء محذوف في النص العربي من اليوناني؛ فالحذف له دلالته على الثقافة المترجم إليها، إما لشدة تركيزها ورفضها الإسهاب، وكما يبدو وذلك في اللغة العربية، أو لمعارضة الفكرة المنقولة لتصور الثقافة الجديدة؛
37
فالله مثلا لا يدخل كمثل للأنواع والأجناس أو كمحمول أو كموضوع، الله فكرة محددها وحذفها له دلالة.
38
ليس الهدف من نشر الترجمات العربية القديمة الاستعانة بها؛ من أجل فهم وتصحيح الترجمات الأوروبية الحديثة خاصة فيما يتعلق بدقة المصطلح الفلسفي؛ فهاتان المرحلتان تاريخيتان مستقلتان: مرحلة النقل الإسلامي، ومرحلة النقل الأوروبي الحديث، لكل منهما طابعها المستقل، وعملياتها الحضارية الخاصة؛ فالنقل الإسلامي لم يكن القصد منه النقل الحرفي، بل التعرف على الوافد من أجل استعماله لإعادة عرض الموروث في مرحلة الالتقاء بين الثقافات من أجل خلق ثقافة فلسفية واحدة. كان النقل قراءة وتأويلا؛ كان بداية التفكير الفلسفي. في حين أن النقل الغربي الحديث كان بهدف إيجاد ترجمة مطابقة للأصل اليوناني تحت تأثير النزعة العلمية، وإيجاد ترجمات باللغات الأوروبية الحديثة؛ فرنسية، وإنجليزية، وألمانية، وإيطالية، وإسبانية، وروسية للنص اليوناني، من أجل التعرف على الثقافة اليونانية، أحد مصادر الثقافة الأوروبية، وهما هدفان مختلفان تماما. أما إيجاد ترجمة عربية حديثة مطابقة للنص اليوناني، فهذا أيضا تقليد للنقل الغربي، ووقوع في النزعة التاريخية والنقل الحرفي. والنقل القديم كان أكثر مطابقة للنص اليوناني، من حيث الدلالة الحضارية العامة باعتباره بداية الإبداع؛ فالنقل القديم كان مجرد وسيلة وليس غاية، في حين أن النقل اليوم أصبح غاية وليس وسيلة؛ من أجل التثقف والتعلم من حضارة المركز، ونقل المعلومات والمعارف، واستهلاكها دون إبداع مقابل. كما أن النص اليوناني اليوم لا يمثل وافدا أو غزوا ثقافيا، كما يمثله النص الأوروبي الحديث؛ وبالتالي لا تكون ثمة حاجة إلى نقل جديد للنص اليوناني، بل هناك حاجة إلى نقل عن النصوص الأوروبية الحديثة، التي تمثل وافدا ثقافيا من أجل تمثله واحتوائه، كما فعل القدماء مع النص اليوناني، ثم تحويله إلى معان؛ من أجل إعادة بناء الوافد كله داخل الموروث، والانتقال من النقل إلى الإبداع. ليس الهدف إذن أثريا بل حضاريا استشراقيا، بل من أجل المساهمة في تدعيم الثقافة الوطنية ، ومحاولة تطويرها من مرحلة النقل إلى مرحلة الإبداع.
Page inconnue