De la transmission à la création (Volume 1 La transmission): (2) Le texte: la traduction - le terme - le commentaire
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Genres
ودافع التهانوي هو رفع الاشتباه عن الاصطلاح، وإلا وقع سوء الفهم، ومادته الرجوع إلى الكتب والمصادر؛ لذلك غلب عليه الاقتباس من الشروح والمتون والتخريجات، كما هو متبع في عصر الشروح والملخصات، وعدم وجود كتاب جامع لذلك.
وابن خلدون وحده هو الذي لا يجعل المصطلحات جزءا من العلم «الاصطلاح ليس من العلم»، ويجعلها أقرب إلى مشاهير العلماء؛ فلو كانت المصطلحات من العلم لكانت واحدة. تختلف المصطلحات من عالم لآخر، كما تختلف بين المتقدمين والمتأخرين، كما هو واضح في علم الأصول. ويعتبر المحدثون المصطلحات أقرب إلى الأيديولوجيا منها إلى العلم والتاريخ، وإلى الفكر منها إلى الرؤية العلمية للعالم. وهو تصور حديث يفصل بين لغة العلم وبناء العلم، والحقيقة أن لغة العلم جزء من بنائه، وأن العلم لغة. (1)
فأول نص في المصطلحات هو «الحدود» لجابر بن حيان، يتعلق بنشأة العلوم، وكلها عربية، ولا يوجد أي منها معرب ، ومع ذلك بين تجمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا، بين الشرعي والعقلي؛ أي المنقول والمعقول، الطبيعي والروحاني، الفلسفي والإلهي، الحروف والمعاني، وكلاهما يخضع لثنائية واحدة في العلم أو الدين: نوراني وظلماني، روحاني وطبيعي، باطن وظاهر، دين ودنيا، شريف ووضيع، جواني وبراني، فاعل ومنفعل، حار وبارد، صفة لنفسه وصفة لغيره، جمعا بين الطبيعة والطب والكيمياء، والدين أقله. وتخلو من أي إشارة إلى أسماء أعلام من الوافد أو الموروث.
8
والرسالة إبداع فلسفي خالص، تقوم على درجة عالية من التنظير والتجريد مثل رسالة الكندي. تحدد الفلسفة بأنها علم بالأمور الطبيعية وعللها القريبة، فالفلسفة علم طبيعي وليست أخلاقا أو إلهيات أو إشراقيات. ويتم تحديد المصطلحات على الاتساع دون إدخاله في علم بعينه؛ نظرا لوحدة الفكر ونسق العلوم؛ فهناك لغة واحدة للطبيعة ولما بعد الطبيعة. والأسلوب عربي إنساني موجه إلى القارئ كعادة الحكماء «انظر يا أخي».
9 (2)
ومن أجل ضبط المصطلح الفلسفي دون الكندي «رسالة في حدود الأشياء ورسومها»، والتي تعتبر أول محاولة لإنشاء معجم للمصطلحات الفلسفية، حتى القواميس المدرسية والجامعية والمجمعية المعاصرة،
10
الغاية منها توضيح معاني المصطلحات وإحكامها حتى لا يقع اللبس في استخدامها. وهي الألفاظ التي يكثر استعمالها في كتب الفلاسفة، وتعتمد في معظم الأحيان على التحليل العقلي الخالص، دون وافد أو موروث أو ذكر أعمال أو أعلام، مع درجة عالية من التنظير والتجريد، بالرغم مما يبدو على المادة من تجميع أقرب منها إلى النحت، ويتم الحديث عن القدماء بطريقة لا شخصية، وكأنهم تراث ماض، وعن الحكماء دون تمييز بين وافد وموروث، ودون استقرار على لفظ الحكماء أو الفلاسفة للوافد أو للموروث. ويدل العنوان على الدقة في التمييز بين الحد والرسم؛ الحد تعريف تام بالجنس القريب والفصل المميز، والرسم تعريف الشيء بالجنس والعرض المميز، أكبرها حد الفلسفة والفضائل الإنسانية. وتتكرر بعض المصطلحات مثل المحبة والغيرية والطبيعية والإرادة والعمل؛ مما يدل على أن المصطلح في بدايته كان مجرد لغة الكلام. ولا يستقر ترتيب المصطلحات موضوعيا أو أبجديا كما هو الحال في المعاجم الحديثة. ويمكن تجميع المصطلحات وإعادة تبويبها طبقا للعلوم، المنطق والطبيعيات والرياضيات والإلهيات، خاصة أنه أول من قسم الحكمة إلى علم الربوبية والعلم الرياضي والعلم الطبيعي. وبعض المصطلحات من نفس الاشتقاق وبعضها متضاد.
11
Page inconnue