ويظلون يفتشون على المفتاح حتى يجدوا ولو مفتاحا صدئا لا يدخل الثقب ... وهكذا تجد حول كل ذي سلطة أقزاما يسمونهم «الزلم».
قال الشاعر:
وما آفة الأخبار إلا رواتها
وقال يسوع: أعداء الرجل أهل بيته، ونقول نحن: ما آفة الحكام إلا المقربون، فهم الذين يسودون صحائفهم ليبيضوا وجوههم، ويملئوا بطونهم وجيوبهم.
حكي أن نساجا عجميا أنفق معظم عمره في عمل بساط رائع، رسم عليه صورا عديدة منها الواقعي ومنها الرمزي، فجاء البساط آية لم تر مثلها بلاد فارس.
وفكر الرجل فيمن يهديه إليه فلم ير رجلا أحق به من جلالة الشاه فحمله إليه، وحلت الهدية في عيني ملك الزمان ولكنه رأى أن يستشير حاشيته، فأجل الرجل إلى الغد.
وكذب الغد ظن المسكين، ترجى جائزة تقبر الفقر فإذا بالشاه يقول له: بساطك معيوب، لا يليق بقصور الملوك.
زفر المسكين زفرة كادت تطير البساط، وانحنى يقلبه على جميع وجوهه وهو يقول: يعيش رأسك يا ملك الزمان، أين العيب!
فصمت الملك وأفاض الرجل في حديثه، ولكنه لم يسمع جوابا، فدار حول بساطه دورة من فجع بعزيز، ولما أعياه الأمر عليه قال للملك بمرارة: إذا أمرتني يا مولاي أدلك أنا على العيب.
فأومأ الشاه برأسه أن نعم.
Page inconnue