وأقبل على الثاني يستجوبه فقال: فرنساوي، فوبخه بعنف ثم خلى سبيله. ومال على الثالث مستفهما، فقال الرجل: أخص القنصل الفلاني، فشتمه أعنف شتم حتى ذكر أمه، ولكنه أخيرا أخلى سبيله، فلحق برفاقه.
أما رابع الثلاثة - وهو مصري من أولاد البلد - فأعجبه أن يجيب: أنا من رعية ربنا.
فانهال عليه بالكرباج وقال سوقوه إلى الحبس، فصاح الرجل بينما كان السوط يلحس قفاه : دا زمان زفت، صار ربنا فيه أقل من قنصل.
أما أنا فسأظل مولى ذي الجلال - أي من رعية «ربنا» - ولا أطلب غير ملكوته وبره ...
29 / 9 / 51
سلوها لماذا
سلوها لماذا غير السقم حالها ...
مطلع قصيدة قالها الشاعر العربي الكبير عبد الحميد الرافعي، رنت هذه القصيدة وطنت حين أنشدها الفونوغراف، وما كان أعظم غبطتي حين تعرفت بقائلها في «سير»، مصيف الضنية المشهور.
لم أكن احترفت النقد بعد، يوم تلاقينا، فسألني - رحمه الله - إذا كنت قرأت أرق منها. فقلت: أما أرق منها فلا، أما في ميوعتها فنعم.
فأجاب بامتعاض كالغضب: تقول ميوعة؟! قلت: نعم، وأكثر ... فما قولك في من يقول: «لقبلت حتى بالعيون نعالها»؟
Page inconnue