فأومأ برأسه أن نعم، ثم همس: اللهم وحد العرب واحفظهم، ولا تجعلهم أضحية كهذا الكبش.
ولما ركبت الطائرة لترجع إلى لبنان حاولت أنا أن أركب عربة مارالياس وألحق بك، ولكن خفت أن ألدغ من الجحر مرتين ... كانت الأولى لدغة الدراجة فحرمتني المكوث عندكم بضع عشرة سنة، ولا أدري ما يصيبني إذا مت ثاني مرة، ولذلك عدلت.
لقد توجت كتابي بكلمة من كلام الإمام علي، إلى سميك كميل بن زياد النخعي، وأحب أن أختمه بكلمة ثانية له، وهي إلى كميل أيضا:
يا كميل: إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك.
أستودعك الله الآن، ولا أقول لك «إلى اللقاء» لأني أرجو لك عمرا طويلا، لتحقق ما تنويه من خير للأمة ووطنك.
حاشية: السر بيني وبينك: الجنة هنا مشاع للجميع. قل لهم لا تختلفوا عليها، الله أب عام، لا فرق عنده بين أولاده، طمنهم جميعا، الميراث بيننا بالسوية، وإياك أن تراعي في المنام خليلا ...
ضع الفأس على أصول الأشجار، إلخ ... الآن هذا كاف، وسأكتب إليك عند الحاجة، امش على ما قدر الله.
4 / 4 / 53
تين القشارين
أبو عساف قروي متقدم في العمر، طلي الحديث، حلو الكلام، يصلح أن يكون مضحكا لملك. تستبشعه جدا إذا رأيته أول مرة، ولكنك تنسى كل ما في وجهه من أغلاط إملائية متى قعد يحدثك وابتدأ يقص عليك أخبارا وحكايات منها المنقول والمسموع، ومنها المروي والمصنوع.
Page inconnue