حضرة الرئيس:
لا تؤاخذنا على رفع الكلفة؛ فنحن في هذه الدنيا الثانية غيرنا في الأولى، فلا «بروتوكول» ولا تشريفات، ولا مواعيد مقابلة، نطل عليه تعالى بلا استئذان، ونجتمع بحاشيته من ملائكة وقديسين ساعة نشاء. الحالة هنا كما تحاول أن تجعلها أنت: «خوش بوش».
وقبل وبعد؛ فأنا ربيب الأميركان وعشير ملوك العرب كهلا، ومن كان هكذا لا تعنيه الألقاب، وهل يلجأ إليها إلا المدجلون؟!
دع العرض وخذ مني الجوهر، إنني أباركك من هذه الأعالي، وإذا لم تكن بركتي «رسولية» فهي إنسانية يستحقها من كان إنسانا مثلك، لا تتعجب إن كتب إليك من لم يتعود مراسلة الرؤساء والحكام، فما خاطبتك إلا لأنك ذو رسالة، ولأن رسالتك هي رسالتي.
كمل يا كميل، والله معك، لا تؤمن بقول العاجزين: الكمال لله، لا يا أخي، والكمال أيضا للإنسان، وهو لهذا خلق. أما سمعت المسيح يقول: كونوا كاملين لأن أباكم السماوي كامل.
الإنسان الطيب نصف إله بل هو الإله، والقلب النقي الطيب يعاين الله، وهذه هي الصوفية المسيحية، فليكن «صليبك» على كتفك، «والهلال» ينير طريقك، وإلى الأمام.
أنت تطير يا كميل، أما أخوك أمين فكان ينزل عن ظهر فرس ليقتعد غارب بعير، أما قرأت ملوك العرب؟!
أرجو منك أن تعيد قراءته، وتقرأ أيضا تاريخ نجد الحديث، وفيصل، وقلب العراق، ولا تنس «المغرب الأقصى» فالدعوى من أخينا فرانكو آتية ولا بد.
والآن قل لي: كيف رأيت «الطويل العمر» أما هو كما قلت عنه؟ يقولون: إن من الكلام لسحرا، والحق إن من الكلام لنبوة، فهذا الرجل حقق كل أمالي، وقد انجلى لي مستقبله حين رأيته فكأنه كان طليعة عيني.
لا تسأل عن فرحنا هنا حين رأينا فيصلا الثاني يقلدك وشاح الرافدين وتقلده وشاح الجبل، لقد تهللنا جميعا، أنا وجده فيصل كنا نضحك ونصفق، وقد قال لي فيصل: كنت تسعى يا أمين لتوحد ملوك العرب وتجمع شملهم، فانظر بعينك ما تمناه قلبك وزرعته يدك.
Page inconnue