فمن استسلم لغيره كان مشركا { إن الله لا يغفر أن يشرك به } [النساء: 28، 116] ومن لم يستسلم لله بل استكبر عن عبادته كان ممن قال الله فيهم { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [غافر: 60] ودين الإسلام هو دين الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين وقوله تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } [آل عمران: 85] عام في كل زمان ومكان فنوح وإبراهيم ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والحواريون كلهم دينهم الإسلام الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له فدين الأنبياء واحد وإن تنوعت شرائعهم.
من صفات أولياء الله
وأولياء الله المؤمنون المتقون هم الذين فعلوا المأمور وتركوا المحظور وصبروا على المقدور، فأحبهم وأحبوه ورضي عنهم ورضوا عنه، وأعداؤه أولياء الشيطان وإن كانوا تحت قدرته فهو يبغضهم ويغضب عليهم ويلعنهم ويعاديهم.
وبسط هذه الأمور له موضع آخر وإنما كتبت هنا تنبيها على مجامع الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيفعلون ما أمر به وينتهون عما نهى عنه.
ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه، ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي وهو سماع المشركين ومما يجب أن يعلم أن الله بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الإنس والجن فلم يبق إنسي ولا جني إلا وجب عليه الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - واتباعه فعليه أن يصدقه فيما أخبر ويطيعه فيما أمر، ومن قامت عليه الحجة برسالته فلم يؤمن به فهو كافر سواء كان إنسيا أو جنيا والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على محمد سيد رسله وأنبيائه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وخلفائه صلاة وسلاما نستوجب بهما شفاعته آمين.
Page inconnue