De la croyance à la révolution (2) : L'Unicité

Hasan Hanafi d. 1443 AH
130

De la croyance à la révolution (2) : L'Unicité

من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد

Genres

191

وفي هذه الحالة قد لا يفترق التشبيه عن التنزيه إلا قليلا نظرا لحرص التشبيه على التفسير الحرفي للنصوص دون الوقوع في التجسيم، كذلك كانت فرق أهل السنة بين التشبيه والتنزيه.

192

ولا يرجع التشبيه إلى أثر خارجي في دوافعه، بل قد ترجع بعض صوره الفنية إلى البيئة الشعبية في خيالها وأساطيرها. وفي الخيال الشعبي يصعب التمييز بين ما هو محلي وما هو وارد؛ لأنه مصب لكل شيء بإبداع ذاتي خاص.

193

إنما التشبيه خطأ في تفسير النصوص، ووقوع في التفسير الحرفي حيث يصح المجاز. التشبيه تجاوز الحرف إلى الشيء، وانتقاله من مستوى اللغة إلى مستوى الطبيعة، ومرور من المعرفة إلى الوجود. فالمؤله ليس مجرد حالة شعورية يمكن التعبير عنها على درجات متفاوتة من التنزيه بالقوالب العقلية، بل هو جسم وإن لم يكن بذي جسم، وصورة وإن لم يكن بذي صورة. فالحروف الأربعة مثلا «ا، ل، ل، ه» ليست مجرد كلمة بل هو شيء حي. الألف موضع القدم، والهاء العورة.

194

ومعروف في تاريخ الأديان تشخيص الكلمة، فالمسيح ليس كلمة

Logos

بل هو كلمة مشخصة في بدن. التشبيه إذن بهذا المعنى عود إلى التجسيم الأول، ولكن كرد فعل متأخر على التنزيه وإنكار الصفات تجنبا لأي تشابه بين المؤله والإنسان أو كإقلال من التجسيم الذي كان أقرب إلى التأليه.

Page inconnue