De la croyance à la révolution (1) : Les prémisses théoriques
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Genres
والفرقة الخامسة التي تثبت حدوث العالم ووجود الصانع وتنكر النبوات كلها كالبراهمة، والسادسة كالخامسة ولكنها تثبت بعض النبوات وتنكر البعض كاليهود والنصارى، وهاتان الفرقتان تتناولان موضوع النبوة، وهو أول موضوع في السمعيات بعد بناء العلم.
15
كل فرقة إذن ليست تاريخا بذاتها بل هي موضوع، ومجموعها يكون العقائد الإسلامية في بناء العلم.
16
أما الموضوعات فهي ست: التوحيد، والقدر، والإيمان، والوعيد، والإمامة، واللطائف أي الطبيعيات، تشمل الإلهيات التوحيد والقدر، وتشمل السمعيات الإيمان والوعيد والإمامة، أما الطبيعيات فتشير إلى بدايات التفكير العلمي في الطبيعة التي استعملت من قبل كسلم للإلهيات، كما هو واضح في دليل الحدوث، أما النبوة فقد دخلت من قبل في عرض الفرق غير الإسلامية وإثبات التحريف في الكتب المقدسة، كما دخلت أيضا نظرية العلم ونظرية الوجود في عرض الفرق غير الإسلامية، وبالتالي يكتمل بناء العلم بالمنهجين التاريخي والموضوعي، وظهور الشعورين، التكويني والبنائي؛ ومن حيث الأهمية، تفوق السمعيات الإلهيات من حيث الكم إلى درجة الضعف وهو ما زال مسيطرا على وجداننا المعاصر، ولو أن جزءا من السمعيات يغلب عليها الطابع العملي مثل الإمامة والمفاضلة، أما من حيث الكم، فالطبيعيات هو الموضوع الذي يأتي في الدرجة الأولى مع الإمامة وكأن موضوعي الطبيعة والسياسة هما أهم موضوعين أصوليين في العلم، وهو ما تخلفنا عنه بوجداننا المعاصر عندما توارت الطبيعة، وفتر الناس من قاموس السياسة بعد أن أصبحت حرفة ونفاقا.
17
ثم تأتي مسألتا القدر والإيمان في الدرجة الثانية مما يدل أيضا على أن موضوعي حرية الأفعال والإيمان والعمل يأتيان من حيث الأهمية بعد الطبيعة والسياسة، وكأن الإنسان من حيث هو عامل حر هو الذي ينتشر في الطبيعة وفي السياسة، وهو الذي يفعل في التاريخ وفي المجتمع، ثم يأتي في الدرجة الثالثة موضوعا التوحيد والوعد والوعيد، وكأن الإنسان الذي يفعل بحرية في التاريخ وفي المجتمع هو الذي يوحد بالله وهو الذي يكون له مستقبل مضمون. التوحيد إذن ليس شرطا بل مشروط، والفعل الحر في التاريخ والمجتمع ليس مشروطا بل شرط؛ وبالتالي يكون فكرنا المعاصر قد تخلف عندما جعل التوحيد شرطا لا مشروطا، وعندما جعل فعل الإنسان الحر في التاريخ والمجتمع مشروطا لا شرطا، وإذا أخذنا موضوعات الفرق غير الإسلامية في الاعتبار وهي نظرية العلم ونظرية الوجود والنبوة ووضعناها مع الموضوعات الأصولية الست ورتبناها من حيث الأهمية نجد الترتيب الآتي: (1) النبوة. (2) الطبيعيات. (3) الإمامة. (4) القدر. (5) الإيمان. (6) التوحيد. (7) الوجود. (8) الوعد والوعيد. (9) العلم. وهو ما تخلفنا عن معظمه بتركنا مسألة النبوة ودراستها دراسة علمية تاريخية، وتركنا إحساسنا بالطبيعة واتحادنا بها، وفتورنا من السياسة، وقصورنا عن الفعل الحر، وتواري عملنا وراء الإيمان ، وإعطائنا الأولوية المطلقة لله وللأخرويات، ثم انحسار العلم عن مظاهر الحياة وعدم إقامتها على أسس علمية؛ فالعلم كان آخر الموضوعات التسع من حيث الأهمية والكم، وإن كان أولها من حيث الترتيب، ومن خلال هذه الموضوعات الأساسية تتم الإشارة إلى الفرق الإسلامية وهي خمس: أهل السنة، والمعتزلة، والمرجئة، والشيعة، والخوارج.
18
ثالثا: من المسائل إلى الموضوعات، ومن الموضوعات إلى
الأصول
Page inconnue