De la croyance à la révolution (1) : Les prémisses théoriques
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Genres
ويستمر إثبات حدوث العالم كباعث أساسي لظهور مباحث الوجود حتى في علم الكلام المتأخر، وكأن القول بقدم العالم ما زال خطرا قائما. ويستحيل الفصل بين نظرية الوجود وبداية الإلهيات في موضوع «القول في حدث العالم ووجود الصانع جل جلاله».
21
وقد تكون وسيلة إثبات حدوث العالم وأن له محدثا مجرد حجج نقلية دون العقلية؛ مما يدل على أن دليل الحدوث تعبير عن إيمان مسبق أكثر منه تأصيلا عقليا.
22
وأحيانا تكون نظرية الوجود جزءا من مادة المعلوم وتنفصل عن المقدمات النظرية وتكون نظرية العلم وحدها هي المقدمة. أما نظرية الوجود فتدخل جزءا من بناء العلم.
23
وقد دخلت الطبيعيات في كتب التوحيد المتأخرة في المقدمات؛ أي في أبحاث القدم والحدوث، الجوهر والعرض، الكم والكيف في نظرية الوجود. وفي المقدمات المتأخرة حدث فصل بين نظرية الوجود والإلهيات، في حين أنه في المقدمات المبكرة لا يوجد مثل هذا الفصل، بل تؤدي نظرية الجوهر والأعراض تلقائيا بطريق مباشرة إلى إثبات الصانع القديم الواحد الباقي الذي لا شبيه له.
ثم يظهر موضوع ثالث مع مبحثي الأعراض والجواهر، وهو أحكام العقل الثلاثة: الوجوب والإمكان والاستحالة، لتنصهر فيها نظريتا العلم والوجود معا. فهي أحكام عقلية وبالتالي تتعلق بنظرية العلم، وفي نفس الوقت تتعلق بالموجودات، وبالتالي ترتبط أيضا بنظرية الوجود. وأخذت الموضوعات الثلاثة عنوانا آخر هو «الأمور العامة» أو «أحكام الموجودات». فإذا اعتبر دليل الحدوث أقرب إلى الأحكام الثلاثة فهو أدخل في نظرية الوجود، وإذا اعتبر أنه بداية لموضوع الذات فهو أدخل في الإلهيات. وقد أظهرت أحكام العقل الثلاثة من قبل في نظرية العلم قبل أن تتحول إلى «الأمور العامة» في نظرية الوجود. وقبل بناء العلم النهائي يتم تفصيل نظرية الوجود كله تحت «القول في حدث العالم» في مباحث متفرقة دون بناء نظري محكم.
24
فمسألة حدوث العالم هي نقطة الالتقاء بين نظرية الوجود ومبحث الذات الهدف منها إثبات وجود «الله» أول صفة للذات وهنا يدخل تحليل مقدمات الدليل عن حدوث الأعراض.
Page inconnue