De la croyance à la révolution (1) : Les prémisses théoriques

Hasan Hanafi d. 1443 AH
158

De la croyance à la révolution (1) : Les prémisses théoriques

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

Genres

فالغرض ليس تأسيس العقائد العامة التي يتفق عليها المسلمون جميعا، بل عرض عقائد الفرق، والتركيز على أوجه الاختلاف وليس على أوجه الاتفاق، وكأن التشتت والتبعثر والتشرذم أولى بالرصد من الوحدة والائتلاف. كما تغيب نظرية الوجود من مصنفات العقائد التي تعرضها في صيغة تساؤلات وتبدأ بالإلهيات مباشرة، مثل الله وصفاته، ودون أي تأصيل نظري مسبق.

6

ولا تغيب نظرية الوجود عن كتب العقائد المتقدمة والمتأخرة فحسب، بل تغيب أيضا من مصنفات علم الكلام التي تعتمد على الحجج النقلية وحدها ودون البناء النظري المحكم. وبالرغم من حضور بعض مسائل نظرية العلم إلا أن موضوعات الوجود تختفي تماما؛ لأن «الله» لا شأن له بالعالم.

7

وأقصى ما تظهر فيه في بدايات النظر في ذات «الله» تعالى والأدلة على وجوده باستعمال دليل الحدوث.

8 (3) نشأة نظرية الوجود

نشأت نظرية الوجود ابتداء من دليل الحدوث الذي تتداخل فيه نظرية العلم ونظرية الوجود بداية. فهو دليل والأدلة جزء من نظرية العلم، يعتمد على الحدوث، والحادث هو الجسم الطبيعي. ليس لنظرية الوجود في هذه الحالة وجود مستقل، بل هي جزء من النظر في ذات «الله»؛ أي من صلب العلم وليس من المقدمات النظرية، فالطبيعيات هنا مقدمة للإلهيات، والطبيعية سلم إلى ما بعد الطبيعة، فبراهين وجود «الله» كلها براهين كونية بعدية استقرائية طبيعية. يتم الانتقال إذن من نظرية العلم إلى التوحيد مارا ببرهان الحدوث كمقدمة لإثبات وجود «الله» وليس بحثا مستقلا في الطبيعة، ويدخل ضمن موضوع «الذات».

9

كان الدافع إذن على نشأة نظرية الوجود هو «بيان حدوث العالم». ولأجل ذلك تم بيان معنى العالم وأجزائه المفردة، وإثبات الأعراض والأجزاء المركبة من العالم وما يحدث ابتداء لا عن نسل وما يحدث عن تناسل من الحيوانات، ثم بيان أقسام الأعراض واختلافها عن الأجناس واستحالة بقائها، وتجانس الأجسام والرد على الدهرية والثنوية، ثم إثبات حدوث الأعراض وإبطال الظهور والكمون، واستحالة تعري الأجسام من الألوان والأكوان والطعوم والروائح، ثم إثبات الهيولى ووقوف الأرض ونهايتها، ووقوف السموات وأعدادها، وإثبات نهاية العالم وجواز فنائه، كل ذلك قبل معرفة الصانع ونعوته الذاتية، وكأن البحث في العالم والدخول فيه شرط البحث فيما وراء العالم والخروج عنه، وكأن المتناهي في الصغر يؤدي بالضرورة إلى المتناهي في الكبر، وكلما أوغل المتكلم في «الطبيعة» رأى «الله».

10

Page inconnue