De la Croyance à la Révolution (5) : La Foi et l'Action - L'Imamat
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Genres
51 (2-3) الشروط الواجبة (العلم والعدل والتدبير)
والشروط الواجبة هي الشروط الضرورية عقلا والتي لا يكون عليها خلاف، هي الشروط المبدئية التي لا تخضع لضرورة الواقع بقدر ما تعبر عن ضرورة العقل نفسه، على عكس الشروط العادية التي تعبر عن ضرورة الواقع لا عن ضرورة العقل. وأولها شرط العلم، فالعلم كمال العقل، والعقل أداة العلم. ولا يعني العلم الأمور الغيبية، أو العلم بجميع مسائل الدين، أو أن يكون الإمام أعلم أهل زمانه، بل المقصود بالعلم ما يتعلق بتدبير شئون الأمة؛ أي علم الفتيا والاجتهاد كما هو الحال في القضاء.
52
والعدل يتلو العلم في صفات الإمامة، فلا عدل عن جهل، ولا علم ينتهي إلى ظلم. والعدل صفة ظاهرية تتعلق بمعاملات الناس، الحيد عنها يؤدي إلى خلع الإمام أو إلى الثورة عليه.
53
أما الصفة الباطنية للعدل فهي الورع؛ أي العدل مع النفس. وقد يكون الورع صفة مستقلة عن العدل، ولكنه في الحقيقة جانبه الباطني. وقد يسمى الورع بأسماء أخرى، مثل العفة والأمانة والثقة، ولكنها في الحقيقة كلها مظاهر للعدل، أو الأسس الباطنية التي يقوم عليها العدل أساسا برد الحقوق لأصحابها في الحياة وفي الأموال.
54
ويؤدي العدل في الظاهر والورع في الباطن إلى تطابق السلوك الشخصي للإمام مع مقتضيات العدل والورع، فيكون مؤديا للفرائض مجتنبا جميع الكبائر مستترا بالصغائر. كما يتصف بصفات القائد والزعيم الذي يألف إليه الناس، فيأخذهم بالرقة والرفق دون عنف أو غلظة حتى لا ينفضوا من حوله. ويكون يقظا عالما بمجريات الأمور. ويكون صباح الوجه مبتسما دون ابتذال حتى يحبه الناس.
55
ولا يعيبه أن يكون فيه عيب خلقي جسمي، أن يكون أعمى أو أصم أو أجذم أو أحدب أو مبتور اليدين والرجلين أو هرما ما دام يعقل، أو ينتابه الصرع ثم يفيق، فكلهما أعراض بشرية، والإمام بشر. الإمامة وظيفة، وما دامت قائمة فلا تهم أوصاف الإمام التي لا تؤثر في الأداء.
Page inconnue