De la croyance à la révolution (3) : La justice
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Genres
288
الترك هو فعل عن طريق الغياب كما أن التولد فعل عن طريق غياب الفعل المباشر. الترك قبل الفعل المباشر والتولد بعده. ليس المهم في الفعل والترك دراستهما على نحو ميتافيزيقي، هل الترك غير التارك وهي قضية الذات والصفات، أو على نحو طبيعي هل هما حركتان للإنسان في الفعل وعدم الفعل على حد سواء.
289
المهم دراستهما على نحو سلوكي إنساني خالص. كل فعل إقدام وإحجام. والإحجام أي عدم الفعل هو نوع من الفعل يتطلب جهدا وقدرة واستطاعة وباعثا وقصدا وروية ولكن من الناحية الفعلية، القدرة على شيء طبقا للباعث والغاية والقصد لا تكون قدرة على تركه. فالقادر على التضحية لا يقدر على النكوص، والقادر على خدمة الشعب لا يقدر على الإساءة إليه، والقادر على الجهاد لا يقدر على القعود وإلا ضعف الباعث وضاع القصد وعدمت الغاية. أما الذي لا باعث له ولا قصد ولا غاية فهو قادر على فعل الشيء وتركه. الترك هو مثل الضد أو نصفه. فما أن يحدث الفعل طبقا للغاية والقصد لا يمكن تركه أو تبديله لأنه أصبح تعبيرا عن وجود الإنسان وحياته. إن كان الترك ممكنا قبل الفعل كدليل على الحرية فإنه بعد الفعل يكون قد عبر عن طبيعة الإنسان وحقق غايته ومقصده.
290
وكما يسأل: هل الفعل فعل لفعلين؟ يسأل أيضا: هل الترك ترك لمتروكين؟ ولا إجابة إلا بتحليل تجربة بشرية؛ إذ يمكن للإنسان أن يمتنع عن فعلين في آن واحد.
291
وكما سئل من قبل: هل يفعل الإنسان ما لا يخطر بباله؟ كذلك يكون السؤال في الترك: هل يترك الإنسان ما لا يخطر بباله؟
292
ولما كان شرط الفعل الروية والقصد، فكذلك شرط الترك. والترك فعل من أفعال القلوب أو الجوارح كما كان الفعل أيضا.
Page inconnue