Min Balaghat al-Qur'an fi al-Ta'bir bi al-Guduw wa al-Asal
من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال
Genres
٧- أنهما محَلّ الغفلة، وأشهر ما يقع فيه المباشرة للأعمال والاشتغال بالأمور (١)، "فوجوب الذكر المحمول على ظاهره فيهما وجوب له في غيرهما من باب الأولى، قال ابن عباس رضى الله عنهما: لم يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر فإنه تعالى لم يجعل له حدًا ينتهى إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله ... ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى صلاتي الصبح والعصر لأن المواظبة عليهما – لما أشير إليه من صعوبتهما بما يعتري الإنسان في وقتيهما من الشغل - دالة على غاية المحبة لله، حاملة على المواظبة على غيرهما من الصلوات وجميع الطاعات بطريق الأولى" (٢) . وفى نظم الدرر تفسيرًا لآية ص: "قال (بالعشي)، تقوية للعامل وتذكيرًا للغافل، (والإشراق) أي في وقت ارتفاع الشمس عند انشغال الناس في الأشغال، واشتغالهم بالمآكل والملاذ من الأقوال والأفعال، تذكيرًا لهم وترجيعًا عن مألوفاتهم إلى تقديس ربهم سبحانه" (٣) . وفي تفسير المنار: "خُصّ هذان الوقتان بالذكر لأنهما طرفا النهار، ومن افتتح نهاره بذكر الله واختتمه به، كان جديرًا بأن يراقبه تعالى ولا ينساه فيما بينهما، وأهم الذكر فيهما صلاتا الفجر والعصر اللتين تحضرهما ملائكة الليل وملائكة النهار، ويشهدان عند الله تعالى بما وجدا عليه العبد كما ورد فى الصحيح" (٤) .
(١) ينظر تفسير الآلوسي ١٥/٣٧٧ مجلد ٩، ١٨/٢٥٨ مجلد ١٠، والشهاب ٥/١٦٦.
(٢) نظم الدرر ٦/١١٤، ١١٥ بتصرف.
(٣) السابق ٦/٣٧٠ بتصرف.
(٤) تفسير المنار لمحمد رشيد رضا ٩/٥٥٧.
1 / 37