ليضحكوا وليبتهجوا بشقاء أياس، ولعلهم - وإن لم يحبوه حيا - أن يفتقدوه محزونين عليه حين تذكرهم به ضرورات الحرب، فقد كان الحمقى يجهلون قيمته حين كان بينهم. إن آخرته لتثير في نفسي من المرارة أكثر مما تثير في نفوسهم من الرضى، أما هو فقد اطمأن، لقد ظفر بما كان يريد، الموت الذي كان يبتغيه، لم يضحكون منه إذن؟ لقد قضى الآلهة عليه بالموت دونهم، نعم دونهم، ليسرف أوديسيوس منذ الآن في الإهانة فلن ينال أياس منه شيء، أما أنا - وقد مات - فلم يترك لي إلا حزنا وأنينا. (وفي أثناء هذا الحديث يسمع عويل يدنو شيئا فشيئا.)
تكروس :
وا حسرتاه! وا حسرتاه!
رئيس الجوقة :
كفى، كأني أسمع صوت تكروس، إن صيحته لشكاة مؤلمة كشقائنا (يدخل تكروس) .
تكروس :
أيها العزيز أياس، أيها الأخ الحبيب، أحق ما تلهج به الأحاديث من أمرك؟
رئيس الجوقة :
لقد مات أياس فاعلم ذلك يا تكروس.
تكروس :
Page inconnue