فما يسمع إلا قصف صوتي وإلا وقع قدمي وهما تحطمان الصخور وتغوصان في الأرض وتشقان السفوح.
ولقد ظن الآلهة أنني جننت فتجمعوا، وأخذوا ينادونني ويتلطفون إلي خشية على الأرض من فيض السيول.
وراح كل واحد يعرض علي أن يتخلى لي عن ملكه .
فما باليت بهم ولا بعروضهم، بل مضيت في عملي إلى أن ملأت الهوة. فأمرت السحاب أن يرتفع فارتفع، والسيل أن ينقطع فانقطع، والينابيع أن تتمهل فتمهلت، وصحا الجو وأشرقت الشمس على البحر الذي أنا ربه.
وظل الآلهة طويلا يظنون بي مسا من جنون، وهم لا يدركون قيمة الزوبعة أحدثتها تلك العاطفة التي جاشت بي، ولا مدى أثرها على مستقبل البشر.
ونظرت بعد أيام إلى البحر، فإذا مياهه تتموج بيضاء صافية، فمددت يدي إلى السماء وأخذت قطعة منها وعصرتها في اليم، فإذا سماء ثانية تكتنفها الأرض، وإذا في قدرة البشر أن يتلمسوها بأيديهم.
وخرجت بعدئذ إلى الناس كواحد منهم، ومضينا إلى غابات الأرز، وأنشأنا أول مركب رفع فوقه أول شراع وركز أول مجذاف، وجريت وإياهم فوق اليم.
منذ ذلك الحين والأشرعة تروح وتجيء فوق بحري بالخير والبركات. - تباركت ملكرت إله البحر، تباركت ملكرت.
وتوارت الرؤيا.
الكلب المجنح
Page inconnue