وقد يستنبط معرفة ذلك أيضا من جهة محل القران وصاحبه من الأقسام الفلكية فإن كان القران الدال على دولتهم وصاحبه فى الأوتاد وكان بريئا من المناحس جيد المحل في الفلك غير منحوس فإن ذلك دليل على قوة أهل تلك الدولة وظفرهم ونهاء ونماء أمورهم وزيادتهم وطول أزمان مدتهم وإن كان القران وصاحبه في أوتاد النحوس أو في أوتاد كواكب رواجع سواقط فإن ذلك دليل على قصر مدتهم وزوال دولتهم وهلاكهم وأكثر ظهور هذه الدلائل يكون في البلدان التي دليلها برج ذلك القران
فأما كيفية معرفة عدد ملوكهم فأن كمية ذلك يكون بقدر العدد الذي بين سهم الملك وصاحبه مع الكواكب الكائنة بينهما فإن كان بعض الكواكب في برج مجسد أضعف ذلك العدد وقد يعرف كمية ذلك العدد من جهة مطالع برج السهم أو من جهة السنين الموضوعة لصاحب السهم ويكون كمية ذلك على حسب ما يوجب السهم وصاحبه من طول أزمان مددهم وتوسطها أو قصرها
فأما كيفية معرفة ذلك من جهة السهم فإنه يستنبط ذلك من جهة الدور الأصغر وأما من جهة مطالع البرج فمن جهة الدور الأوسط وأما من جهة السنين الموضوعة للكواكب من جهة الدور الأعظم وقد يزاد على ما وضع للكواكب من السنين العظمى الموضوعة لها من دورها الأصغر اذا كان صاحب الدور وصاحب برج الانتهاء يوجب ذلك
فأما معرفة كيفية معاملة أهل الملة المنتقلة إليهم لأهل الملة الزائلة عنهم فإن ذلك يستنبط من جهة صاحب سهم الملك فإن كان مناظرا لدليل الملة الأولى من شكل محمود كالتثليث والتسديس سلموا من مكارههم فإن كان مناظرا له من شكل غير محمود كالتربيع والمقابلة دل على أنه يجري بيهم حروب وسفك دماء سيما إن كان للمريخ هناك قوة في أحد الأوتاد فإنه يدل على قوة الأمر في ذلك وشدته
وإذ قد أتينا على ما أردنا شرحه فلنقطع القول
Page 62