
وسقفه ، وللكن يكون الاختلال من رخاوة في الجذوع ، وتشعثي في اللبنات 100.
فهلذا حكم القياس والحد وكل أمر مركب ؛ فإن الخلل فيه إما أن يكون في هيئة تركيبه وترتيبه ، وإما أن يكون في الأصل الذي يرد عليه التركيب؛ كالثوب في القميص، والخشب في الكرسي ، واللبن في الحائط ، والجذوع في السقف .
وكما أن من يريد بناء بيت بعيد عن الخلل يفتقر إلى أن يعد الآلات المفردة أولا ؛ كالجذوع واللبن والطين ، ثم إذا أراد اللبن افتقر إلى إعداد مفرداته ؛ وهي الماء والتبن والتراب ، والقالب الذى فيه يضرب ، فيبتدئ أولا بالأجزاء المفردة فيركبها ، ثم يركب المركب ، وهلكذا إلى آخر العمل . . فكذالك طالب القياس ينبغي أن ينظر في نظم القياس وفي صورته ، وفي الأمر الذي يضع الترتيب والنظم فيه ، وهو المقدماث .
وأقل ما ينتظم منه قياس مقدمتان - أعني : علمين - يتطرق إليهما التصديق والتكذيب .
وأقل ما تحصل منه مقدمة معرفتان ، توضع إحداهما مخبرا عنه ، والأخرى خبرا أؤ وصفا .
Page 60