27

Piste des réalités et secret des créatures

مضمار الحقائق و سر الخلائق

Chercheur

الدكتور حسن حبشي

Maison d'édition

عالم الكتب

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

Histoire
وعالم كثير فماج النَّاس وأسرعوا من الضّيَاع فَلَمَّا أَصْبَحْنَا يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور وَقد تَعَالَى النَّهَار وَإِذا بالجدار قد انقض فتباشر النَّاس وضجوا بِالتَّكْبِيرِ والتهليل وتسابق النَّاس إِلَى الثلمة يركب بَعضهم بَعْضًا وَكَانَ الفرنج قد جمعُوا من وَرَاء ذَلِك الْجِدَار الْوَاقِع حطبا فَلَمَّا سقط رموا بِهِ نَارا ليحموا بهَا أنفسهم فَلَمَّا أَن سقط الْجِدَار دخلت الرّيح من تِلْكَ الثلمة عَادَتْ النَّار عَلَيْهِم وأحرقت الْبيُوت الدانية مِنْهَا فَاجْتمعُوا إِلَى الْجَانِب الْبعيد مِنْهَا وصاحوا الْأمان وتسلق النَّاس الْجِدَار وأطلقوا أَيْديهم بِمن فِي الْحصن فَقتلُوا وأسروا وقيدوا وَجلسَ السُّلْطَان وأحضر عِنْده الأساري فَمن كَانَ مِنْهُم مُرْتَدا أَو راميا أَمر بِضَرْب عُنُقه وَكَانَ فِي الْحصن من الْمُسلمين فِي الْأسر نَحْو من مائَة أَسِير قد جمعوهم للعمارة وَقطع الْحِجَارَة واستبشر السُّلْطَان بِمَا من الله تَعَالَى عَلَيْهِ من النَّصْر وَفَرح النَّاس وَاتفقَ لسعادته أَن رَسُول القومص كَانَ عِنْده فِي تِلْكَ السَّاعَة وَهُوَ يعاين مَا يجْرِي على أهل مِلَّته من الْبلَاء والهلاك وَكَانَ الْحر شَدِيدا فأنتنت أشلاء الْقَتْلَى فَأمر السُّلْطَان بتسيير البَاقِينَ من الأسرى إِلَى دمشق وَمُبشرا للنَّاس بِمَا أتاح الله تَعَالَى للْمُسلمين من الْفَتْح وَالظفر وَأقَام فِي مخيمه والأموات قد جافت وَقَالَ لَا أَبْرَح من مَكَاني حَتَّى أهدم الْموضع فَقَسمهُ أذرعا على الْأُمَرَاء وَلم يزل مَكَانَهُ حَتَّى كمل خرابه وَكَانَ قد حفر الفرنج فِي أَعلَى التل جبا وَاسِعًا وَبَنوهُ بِالْحِجَارَةِ وأحكموه حَتَّى نبع معينه فَأمر السُّلْطَان بهدمه وطمه وَرجع إِلَى دمشق مؤيدا منصورا

1 / 29