172

Piste des réalités et secret des créatures

مضمار الحقائق و سر الخلائق

Chercheur

الدكتور حسن حبشي

Maison d'édition

عالم الكتب

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

Histoire
الْإِذْن بالتقدم إِلَى أَرْبَاب الدولة بِحُضُور جنازتها والمضي خلفهَا فَحَضَرَ جَمِيع أَرْبَاب الدولة وأكابر بَغْدَاد وَنفذ ابْن البُخَارِيّ نَائِب الوزارة وَسَأَلَ أَن يُؤذن لَهُ بالحضور فَلم يُؤذن لَهُ فِي ذَلِك وَحضر جَمِيع الْأُمَرَاء والمماليك الْخَواص وَحضر جمَاعَة الْقُرَّاء إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَصلى عَلَيْهَا الشَّيْخ أَبُو طَالب بن الْخلّ وَجَمِيع من فِي الدَّار وَأَرَادُوا أَن يخرجُوا التابوت من الدَّار فَلم يقدروا على إِخْرَاجه من كبره فنقض حَائِط الإيوان مِمَّا يَلِي الْبَاب وَأخرج مِنْهُ التابوت وَركب أستاذ الدَّار وأرباب الدولة مشَاة بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع النَّاس وَكَانَ فِي ركابه حُدُود من خَمْسمِائَة سيف مَشْهُورَة إِلَى أَن أشرف على دجلة فَنزل فِي سمارية خَفِيفَة وَعَلَيْهَا قبَّة سَوْدَاء ومشدة فِي رَأس الْقبَّة وَركب بعض النَّاس فِي السفن وَبَعْضهمْ على الطَّرِيق وَكَانَ يَوْمًا لم يذكر لأحد بِمثلِهِ فَسَارُوا فِي دجلة إِلَى مشرعة مشْهد بَاب التِّبْن وَهُوَ مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر على ساكنه أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ومشي ومشي النَّاس بَين يَدي أستاذ الدَّار من مشرعة المشهد إِلَى الحفرة وَكَانَ شمس الدّين الركاب سلار بَين يَدَيْهِ قَابِضا على عنان المركوب ثمَّ حملت الْجِنَازَة إِلَى قبر مُوسَى بن جَعْفَر ودفنت فِي الحضرة وَكَانَ الْخَلِيفَة هُوَ وَجَمَاعَة من المماليك الْخَاص فِي دَار للشرابي مشرفة على شاطئ دجلة وَكَانَ عِنْد مدرسة السُّلْطَان مَسْعُود يُشَاهد تِلْكَ الْأَحْوَال سائرها وَرجع أستاذ الدَّار إِلَى دَار الْخلَافَة وَأمر النَّاس أَن لَا يَأْتِي مِنْهُم أحد للعزاء وَلما رَجَعَ أستاذ الدَّار إِلَى منزله أرسل إِلَيْهِ الْخَلِيفَة بأطباق من طَعَام

1 / 174