Piste des réalités et secret des créatures
مضمار الحقائق و سر الخلائق
Enquêteur
الدكتور حسن حبشي
Maison d'édition
عالم الكتب
Lieu d'édition
القاهرة
Genres
Histoire
ذكر مسير السُّلْطَان إِلَى أمد وَالنُّزُول عَلَيْهَا
وَلما رَجَعَ السُّلْطَان من الْموصل كتب إِلَى المواقف
عَلَيْهِ عوضا عَن يَده ألف دِينَار فَحمل ابْن الضَّحَّاك إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَترك فِي التَّوْكِيل وَعجب النَّاس من تقدم الْخَلِيفَة فِي حق المتصرفين بِالْقطعِ فَحكى أَبُو طَالب صَاحب بَاب الْمَرَاتِب عَن أستاذ الدَّار ابْن الصاحب أَنه سمع من الْخَلِيفَة أَنه قَالَ
لما كنت أَمِيرا وَكَانَ لي إقطاع فِي نهر ملك وَكَانَ هَذَا أَبُو الْحسن بن الضَّحَّاك عَاملا فِي نهر ملك نفذ جمَاعَة من أَصْحَابه وَأخذ من إقطاعي رجَالًا فَمضى إِلَيْهِ خَالص الْخَادِم وخاطبه فِي معناهم وَسَأَلَهُ أَن يُطْلِقهُمْ أَو يقْتَصر على الْبَعْض فَلم يقبل فجَاء إِلَيْهِ وَهُوَ فِي دَار ابْن الْعَطَّار وَكرر السُّؤَال عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ
وَالله مَا أطلق مِنْهُم رجلا وَاحِدًا وَتقول لسيدك أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأَمِير إِذا صَار خَليفَة يقطع يَدي ولقبه بِكُل قَبِيح
فَلَمَّا صَار الْأَمر إِلَيّ وَكتب صَاحب الدِّيوَان أَنه قبض عَلَيْهِ ذكرت هَذِه الْحَال وَتَقَدَّمت بِقطع يَده كَمَا كَانَ قد سَأَلَ فَكتب إِلَيّ هَذَا الْكَلْب يَقُول لي إِنَّنِي قد قررت عَلَيْهِ ألف دِينَار وَالله لابد أَن أقطع يَده كَمَا كَانَ قد سَأَلَ وَبَقِي ابْن الضَّحَّاك فِي التَّوْكِيل إِلَى أَن استوفى ألف دِينَار وَمَا يقدر أحد أَن يسْأَل فِيهِ
وَحكى أَن صَاحب الدِّيوَان كَانَ لَهُ مطبخ وَكَانَ لَا يطْبخ فِيهِ شَيْء بل جَمِيع مَا كَانَ يحْتَاج إِلَيْهِ من عِنْد النَّاظر وَكَانَ فِي طَرِيق خُرَاسَان كَاتب يعرف بِابْن جميل فَكتب رقْعَة وعلقها على بَاب المطبخ فِيهَا أَبْيَات لمرجا شَاعِر بني أبي الجيرومي
1 / 115