Le Minaret de la Mosquée Blanche à Ramla
مئذنة الجامع الأبيض في الرملة
Genres
104
عند ذكره الجامع الأبيض: «وله منارة بهية.» ولم يزد.
105
وقد سبق بيان ذلك.
ولكن المئذنة التي سنصفها ليست هي التي رآها المقدسي، فإن هذه قد انقضت في الزلزال الذي حدث سنة 425ه/1033م وشمل جميع الأرض المقدسة، وتوالت الحروب الصليبية، فخربت الرملة في جملة ما خرب من البلدان، أما المئذنة الحاضرة فقد أقيمت على أنقاض منارة ثانية بناها الملك الظاهر بيبرس بعد استرداده الرملة من أيدي الصليبيين، وكان إنشاؤها - المئذنة الحالية - في سنة 718ه/1318م كما يتضح ذلك من الكتابة التاريخية المنقوشة على بابها الرخامي، فقد نقش على الجانب الأيمن منه «لا إله إلا الله محمد رسول الله أرسله بالهدى ودينه.»
ونقش على الجانب الأيسر منه: «وكانت عمارة هذه المأذ»، والكلمتان الأخيرتان مقتطعتان من «دين» و«المئذنة»، ومتروكتان بدون إتمام عمدا كأنهما تجربة قلم.
وفي وسط الباب وجانبيه على حجارة من رخام ثلاثة أسطر فيها ما يلي: (1) «بسم الله الرحمن الرحيم. )إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله(. أمر بإنشاء هذه المئذنة المباركة مولانا السلطان الملك الناصر العالم (2)
العادل المجاهد المرابط المثاغر، سلطان الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، قاتل الكفرة والمشركين، ملك العرب والعجم، مالك رقاب الأمم، حافظ بلاد الله، ناصر الدنيا والدين أبو الفتح محمد بن مولانا (3)
السلطان الشهيد الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي قسيم أمير المؤمنين أدام الله أيامه، ونشر بالنصر ألويته وأعلامه، وكان الفراغ من إنشائها في نصف شهر شعبان سنة ثمان عشرة وسبع مائة.»
والملك الناصر هذا هو التاسع من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية والبلاد الشامية، ويعرفون بالمماليك البحرية، تسلطن للمرة الأولى سنة ثلاث وتسعين وستمائة 1293م، وهو صبي لم يبلغ الحلم ودون العاشرة من العمر، وخلع منها لحداثة سنه سنة 694ه/1294م، ثم أعيد إليها مرة ثانية سنة 698ه/1298م، وظل فيها إلى سنة 708ه/1308م، ثم خلع نفسه منها.
Page inconnue