Le Minaret de la Mosquée Blanche à Ramla
مئذنة الجامع الأبيض في الرملة
Genres
يقولون: إنها من المدن القديمة، وإن اسمها أريماثيا وأرام ورامة، وإنها كانت آهلة بالسكان إبان الفتح الإسلامي كما سبق. وقال مثل هذا القول مجير الدين العليمي الحنبلي صاحب «تاريخ القدس والخليل»، وجاراه على ذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في «رحلته الكبرى» - كما مر بك - ولعل مجير الدين وشمس الدين ومن جاراهما على شيء من الحق فيما ادعوه، وهم قد رأوا مثل ما رأينا في كتب التاريخ ذكرا للرملة أثناء فتوح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للأرض المقدسة؛ أي قبل بناء المدينة بسبعين عاما، وقد كان الروم وضعوا جندا عظيما في الرملة، فأرسل عمرو بن العاص أبا أيوب المالكي إليها وعليها التذارق،
77
ثم لما قيض الله فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب الذي جاءه قاصدا إليه من المدينة فرق فلسطين على رجلين: فجعل علقمة بن حكيم على نصفها وأنزله الرملة، وعلقمة بن مجزز وأنزله إيلياء
78
فأذاقا البلاد حلاوة حكم المسلمين.
قلنا لعلهم على شيء من الحق، فقد اطلعنا في مستند شرعي على ما يبعث على الظن بأن لمدينة الرملة صلة بالقدم، وهذا المستند هو حجة شرعية تتضمن مبيع بستان وحمام وحانوتين إلى السيد الشريف أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق سلطان المغرب من قبل مالكها الحاج برهان الدين إبراهيم ابن الحاج حسين بن محمد التاجر بمدينة الرملة، تاريخها اليوم السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة هجرية 1352م؛ إذ جاء في الحجة عبارتا البناء الإسلامي وبئر الماء المعين الرومية البناء، ولو لم يكن هناك مبان رومية لما مست الحاجة إلى التفريق بين البنائين الإسلامي والرومي على أن وجود البئر الرومية لا يقتضي حتما وجود العمارة، فقد تكون هناك حدائق وأعناب قديمة العهد بجوار مدينة لد القديمة، كما أن نسبتها إلى الروم قد تنصرف إلى أنها من بناء الصليبيين. ونزول الجيش الإسلامي في الرملة التي قد تطلق على الرمال القائمة بجوار لد لا تتضمن أنه كان هناك مدينة بهذا الاسم.
وقد يسائل المرء نفسه: لماذا اختار سليمان بن عبد الملك الرملة لبناء جامعها الأبيض الذي أنزله المنزلة الثالثة بعد صخرة بيت المقدس، ومسجد دمشق، وهناك من الأماكن المقدسة ما يستحق العناية والاهتمام، ويبعث على القربى والزلفى من الله أكثر من الرملة؟
ولكنه إذا علم أن في كتب التفسير والحديث ما يجعل هذه المدينة في مصاف المدن المقدسة هان عليه الأمر وعرف أن سليمان لم يقدم على عمله العظيم إلا بدافع ديني، ونزعة خالصة لوجه الله، وقوى هذه العقيدة في نفسه موقع المدينة الطبيعي والجغرافي، أضف إلى ذلك قصة كاتبه الذي حمله على بنائها.
أما النصوص التي وردت في الكتب عنها ، فإننا ننقل منها ما أحاطت به الذاكرة:
قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: )وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين(. قيل: إن الربوة الرملة.
Page inconnue