ونزيد فنقول: إن هذه المؤلفات العديدة- بصفة عامة- ما تزال تحظى بالتقدير والبحث منذ عصر وزيرنا حتى الآن، لا عند العرب فقط، بل وعند غيرهم أيضا، فذخائر ابن الخطيب تراث مشاع، يدرسه المستشرقون على اختلاف أجناسهم، ويجلون كنوزه، ويبرزونها الى الفكر الانسانى فى العالم، ليشهد طلاب الأدب والمعرفة ما تمخضت عنه عقلية الرجل الواسعة، مما تحتويه المكتبات العربية والأجنبية منها.
ويجدر بنا أن نعرض هنا موجزا لأهم آثار ابن الخطيب مما ينسب إليه تأليفه، سواء أكان موجودا أم مفقودا، وسواء أكان مخطوطا أم تم تحقيقه ونشره، والذي لا أعتقد أنه بيان شامل لكل مؤلفاته، فقد يتسنى لباحث آخر أن يعثر على مؤلفات أخرى له زيادة عما أعرض منها مما فاتنى تحصيله (١):
١- «الاحاطة فى أخبار غرناطة»
(تاريخ وتراجم)
من أشهر مؤلفات ابن الخطيب، توجد له نسخ فى كل من القاهرة «٢٠» (الأزهر ودار الكتب) وتونس، والرباط، ومدريد، والاسكوريال، وعنوان الكتاب ينبئ عن موضوعه، فقد تناول فيه أخبار هذه المدينة الشهيرة، تاريخيا وجغرافيا وسياسيا واجتماعيا وأدبيا، منذ الفتح العربى لاسبانيا حتى عصر المؤلف (دولة بنى الأحمر)، منتهيا منه إلى عهد السلطان الغني بالله محمد
1 / 30