Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
فصل والعقل عندنا مجموع علوم ضرورية، اعلم أن الكلام في العقل يشتمل على ست فوائد. الفائدة الأولى في بيان حقائقه الثابتة في بيان علومه الثالثة في الدلالة على أنها العقل الرابعة في ذكر الخلاف فيه وغبطال قول المخالفين. الخامسة في بيان محله. السادسة في بيان طرف مما يدل على شرفه.
أما الفائدة الأولى فله في اللغة معان كثيرة:
أحدها العلم بموارد الشيء ومصادره، وهو ضد الحمق الذي هو الجهل.
الثاني: المنع ومنه سمي عقال البعير عقالا لما كان يمنع من الذهاب.
الثالث: الحول ومنه قول الشاعر:
سعى عقالا فلم يترك لنا سندا ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
هكذا قيل، وفيه نظر.
الرابع رأس الشيء، ومنه سميت الجبال معاقل وسمي الوعل عاقلا لسكونه رؤوس الجبال، ذكره بعضهم.
الخامس: الدية قتيل سميت عقلا؛ لأن القائل يحقن بها دمه، وقتيل لما كانت الإبل تعقل في حافة ولي المقتول، وأما حقيقته اصطلاحاص فما ذكره رحمه الله، ووجه الشبه أيضا ما ذكره.
وقوله: (إلى من اختص بها) أي إلى من اختص بها أي إلى من حصلت له، وجعلت فيه؛ لأن المراد اختص بها دون غيره.
وقوله: على بعض الوجوه احتراز من الملجي كالمحتضر وأهل الأجرة، فإن العلوم وإن حصلت لهم لم يصح بوجه التكليف إليهم؛ لأن التكليف يتنافى الإلجاء ولأن فيه تبعيضا على أهل الآخرة وقد اعترض على هذا الحد بأن قيل: إن كما العلوم هذه هو التكليف بنفسه، فكيف يصح توجه التكليف إلى من اختص بها مع أنه من اختص بها قد صار مكلفا من غير توجيه شيء آخر.
فأجيب بأن التكليف يستعمل في حصول هذه العلوم وفي الأمر والنهي، والمقصود هاهنا يتوجه التكليف بوجه الأمر والنهي وإرادة الطاعة وكراهة المعصية، وقديل قيل في حد العقل: العلوم الضرورية التي يمكن معها حصول العلوم الإستدلالية.
Page 118