184

Micraj Ila Kashf Asrar

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

قوله: ولنا في النظر دليلان أي ولنا على وجوبه الأول منهما: يسمى دليل المعرفة. والثاني دليل الخوف وهو معتمد المتقدمين. والأول ذكره المتأخرون.

قيل ي: وهما معتمدان جيدان يرجعان إلى أن وجوب النظر لدفع الضرر، وقد ذهبت الجبرية إلى أنه لايستدل على وجوب النظر إلا بالسمع بناء على أصلهم والذي ذهب إليه أصحابنا أن الدليل على وجوبه العقل والسمع فأما السمع فيستدل به تأكيدا واستظهارا على من خالف في وجوبه من الفرق الإسلامية إذ معرفة صحة السمع متوقف على العلم بالله تعالى وصفاته وعدله وقد تقدم بعض ما يدل عليه من السمع.

قوله: أما الأولان. يعني وهو أن معرفة الله تعالى واجبة وأنها لاتحصل إلا بالنظر.

قوله: وأما الثالث. أي وهو أن مالم يتم ما هو واجب من غير شرط إلا به، وجب كوجوبه وهو الذي أرادب قوله أولا الواجب الذي هذه صفته أي الذي هو واجب من غير شرط.

قوله: وقلنا من غير شرط إلى آخره.

يعني فإنه لايجب الحج إلا بالاستطاعة وكذلك لايجب على العبد صعود السطح إلا إذا كان السلم منصوبا لما كان ذلك الذي يتوقف الواجب من الحج وصعود السطح عليه قد شرطه الموجب فأما لو لم يشرطه وجب تحصيله.

Page 204