227

Méthodes d'enseignement de l'éducation islamique : Modèles pour la préparation des leçons

طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها

Maison d'édition

وكالة المطبوعات

Numéro d'édition

الثالثة ١٤٠٢هـ

Année de publication

١٩٨٢م

Genres

في الدرجة الثانية من فكر بني الإنسان، بعد أن ارتقى عليها وفاقها الفكر الإسلامي في جميع مجالات الحياة، وقد رأينا عمر بن الخطاب يتبع خطوات رسول الله ﷺ في ذلك، فهو يقول: "لشريح" حين ولاه قضاء الكوفة: "انظر ما يتبين لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا، وما لم يتبين لك فاتبع فيه سنة رسول الله ﷺ، وما لم يتبين لك في السنة فاجتهد في رأيك، واستشر أهل العلم والصلاح" ١. وقد حرص الرسول ﷺ في مواقفه التعليمية على أن يبين للمسلمين أن التعصب والمغالاة أمران مرفوضان في الإسلام، وأنه لا ينشد الصعب أو المستحيل فيما يقول ويعمل، وإنما يريد الأمان بينه وبين ربه، وبيئته ونفسه، والطريق لذلك لا يحتاج إلى خروج على المألوف، أو التزام طرق المحال، وإنما يحتاج إلى الصدق مع الله ومع النفس والعمل الدائب من أجل الحق والعدل والمحبة، وهو في سبيل توضيح ذلك ترخص في أمور كثيرة وهجر أصعبها إلى أيسرها، ولكن بعض الصحابة والمسلمين ظن أن ذلك لا يجوز إلا لرسول الله ﷺ فتركوا هذه الرخص ولم يعملوا بها، وكان من الممكن أن يحضرهم رسول الله ﷺ إليه وأن يؤنبهم على ذلك ويطلب منهم العمل بها، ولكنه على عادته من الرفق بالمخطئ وعدم مواجهته باللوم أمام الناس، وقف خطيبا بين المسلمين ووجه لهم جميعا القول فيما روت عائشة ﵂ قالت٢: صنع رسول الله ﷺ أمرا فترخص فيه، فبلغ ناسا من أصحابه، فكرهوه وتنزهوا عنه، فقام خطيبا فقال: "ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه؟ فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية". ويفسر لنا هذا الموقف أيضا ما روته السيدة عائشة في موضع آخر قالت: ما خير رسول الله ﷺ

١ انظر إعلام الموقعين جـ١ ص٧١، ٩٧، ٩٨ وما بعدها.
٢ انظر صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة جـ٩ ص ١٣، ١، ١١٣.

1 / 241