Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

Abdelaziz ben Mohammed ben Saoud d. Unknown
78

Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Maison d'édition

دار الرسالة العالمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

الثغر: "أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة" (^١)، وكأن لسان حال خالد بن الوليد ﵁ وجيشه يطبق الآية في سورة المائدة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ (^٢). ففي قوله تعالى: ﴿وَيُحِبُّونَهُ﴾ يقول ابن عاشور: "إن محبة العبد ربه انفعال النفس نحو تعظيمه والأنس بذكره وامتثال أمره والدفاع عن دينه" (^٣)، وكان ذلك في خالد بن الوليد وجيشه ﵃ وهي محبة الشهادة في سبيل الله والفوز بلقائه سبحانه. وقوله تعالى: ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ "أي يظهرون الغلظة والترفع على الكافرين" (^٤)، ويقول ابن كثير: "أي متعززًا على خصمه وعدوه" (^٥)، ومثلها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ (^٦)، وقوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (^٧). يقول الشيخ السعدي في قوله تعالى: ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾: "أعزة قد اجتمعت هممهم

(^١) تاريخ الأمم والملوك، الطبري، ٢/ ٣٠٩ .. (^٢) سورة المائدة، الآية: ٥٤. (^٣) التحرير والتنوير، ابن عاشور، المجلد الثالث، الجزء السادس، ص ٢٣٦. (^٤) التفسير الكبير، الرازي، المجلد السادس، الجزء الثاني عشر، ص ٢١. (^٥) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٥/ ٢٦٠. (^٦) سورة التوبة، الآية: ٧٣. (^٧) سورة الفتح، الآية: ٢٩.

1 / 84